تحديث
22/09/2016 10:48 صباحا
اكذوبة استيلاء الحسين ع على قوافل يزيد لع في محطة التنعيم
التنعيم وهو موضع في حلّ مكّة، على فرسخين من شمال مكّة اي مايقرب من (١٢ كم)،وقيل ما يقرب من 7 كم .. وقيل على أربعة، وسمّي بذلك لأن جبلًا عن يمينه يُقال له نعيم، وآخر عن شماله يُقال له ناعم، والوادي نعمان، او نعيمان ومن موضع التنعيم يُحرم المكيّون بالعمرة. ([1]).
ومن احداث هذا المنزل ما نقله البلاذري وهو يتهم الامام الحسين عليه السلام كما اتهم جده من قبل ان يصادر اموال الناس ويأخذها لدعم ثورته .
قال البلاذري: «ولقي الحسين بالتنعيم عيراً قد أُقبل بها من اليمن، بعث بها بجير بن ريسان الحميري إلى يزيد بن معاوية، وكان عامله على اليمن، وعلى العير وِرسٌ وحُلل، ورسله فيها ينطلقون إلى يزيد، فأخذها الحسين فانطلق بها معه، وقال لأصحاب الإبل: لا أُكرهكم، من أحبَّ أن يمضي معنا الى العراق و فيناه كِراه وأحسنّا صحبته، ومن أحبَّ أن يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكراء على قدر ما قطع من الأرض. فأوفى من فارقه حقّه بالتنعيم، وأعطى من مضى معه وكساهم ..». ([2]).
قلنا : الورس : نبات كالسمسم يصبغ به ويتخذ منه الزعفران وهو يجلب من اليمن والحبشة .([3]).
لكن هنالك رواية رواها الشيخ المفيد اعلى الله مقامه تغاير ما اراده البلاذري وامثاله من جعل الحسين عليه يستولي على اموال وقوافل ال امية ويصادرها ..
قال الشيخ المفيد : «وسار حتّى أتى التنعيم، فلقي عيراً قد أقبلت من اليمن، فاستأجر من أهلها جمالًا لرحله وأصحابه، وقال لأصحابها: من أحبَّ أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كرائه وأحسنّا صحبته، ومن أحبّ أن يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراه على قدر ما قطع من الطريق. فمضى معه قوم وامتنع آخرون.». ([4]).
اذن الامام الحسين عليه السلام لم يستولي على القافلة او يصادر مافيها ..بل استأجر منها جمالا لرحله واصحابه لتزايد عدد الاصحاب الذين لحقوا به في مكة والطريق .
وقد ذهب آية اللّه المغفور له السيّد مهدي آل بحر العلوم الى عدم صحة الرواية الاولى – رواية الاستيلاء على القافلة ، فإنّ مقام الإمام عليه السلام أسمى وأرفع من الإقدام على مثل هذه الأمور ([5]).
([1])ياقوت الحموي ،معجم البلدان، ٢: ٤٩.
([2])البلاذري ،أنساب الأشراف، ٣: ٣٧٥ – ٣٧٦.
([3]) بيضون ،موسوعة كربلاء : ج1 ص 549.
([4])المفيد ،الإرشاد: ٢٠٢.
([5])رجال بحر العلوم، ٤: ٤٧.