تحديث
20/09/2016 9:18 صباحا
كربلاء برؤية جديدة 7- اين ذهب شيعة مسلم ع ومن بايعه ؟؟
حاولت نصوص البلاطات العباسية ان تسئ لمقام شيعة الكوفة وتقول بانهم خذلوا مسلم باجمعهم والتفت فلم ير مسلم احدا والحق ان اكبر عدد من اتباع مسلم ع لم يهرب ولم يخذل مسلم ع وانما زجه ابن زياد في سجونه الرهيبة فمن جملة مبادرات ابن زياد للسيطرة على زمام الأمور والقضاء على حركة مسلم بن عقيل عليه السلام ، إسراعه في تقصّي رجال الشيعة في الكوفة وإلقاء القبض عليهم وقتلهم، وكان ضحيّة هذه المبادرة الإرهابية القمعية عددا كبيرا من رجالات الشيعة قدرتهم الروايات ب 12 الف رجل مقاتل ممن كان يُعوَّلُ عليهم في مهمّات الأمور. وبالتالي افرغ ابن زياد الجبهة الداخلية لمسلم عليه السلام من اغلب انصاره واودعهم السجون الرهيبة في الكوفة .
والقتل الذريع منهج دموي تبناه ابن زياد للتخلص من خصومه الثوار الشيعة الذين بايعوا مسلم بن عقيل عليه السلام الم نقرا في الحوار الذي جرى بين ابن زياد وميثم التمار قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة، أنا أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهّرة!
وهذا دليل على القتل الجماعي الذي تعرّض له الشيعة في تلك الأيّام، فقد صُلب مع ميثم تسعة آخرون في دُفعة واحدة! وفي هذا تتجلّى لنا الأجواء الإرهابية المرعبة التي تعرّض لها أهل الكوفة تلك الأيّام. امثال رشيد الهجري الذي قُتل في اليوم الأوّل من ولاية ابن زياد على الكوفة، ذلك لأنّ بعض المؤرّخين يقول: «لما أصبح ابن زياد بعد قدومه إلى الكوفة صال وجال، وأرعد وأبرق، وأمسك جماعة من أهل الكوفة فقتلهم في الساعة، وقد عمد إلى ذلك لإماتة الأعصاب وصرف الناس عن الثورة.» ([1]) .
ان مسالة اضطهاد ابن زياد للشيعة في الكوفة كانت من اسباب اجهاض بعض فصول مشروع مسلم بن عقيل عليه السلام ..فالنصوص تنقل ان اجراءات التعسف والاعتقال في صفوف قيادات وجند مسلم بن عقيل عليه السلام ابتدأت منذ وقت مبكر :
قال المامقاني (ره): «إنّ ابن زياد لما أطّلع على مكاتبة أهل الكوفة الحسين عليه السلام حبس أربعة آلاف وخمسمائة رجل من التّوابين من أصحاب أمير المؤمنين وأبطاله الذين جاهدوا معه، منهم سليمان بن صُرد وإبراهيم بن مالك الأشتر و فيهم أبطال وشجعان.» ([2]).
ونقل القرشي : (أنّ عدد الذين اعتقلهم ابن زياد في الكوفة إثنا عشر ألفاً..)([3]) .
وأنّ من بين أولئك المعتقلين سليمان بن صُرد الخزاعي، والمختار بن أبي عبيد الثقفي واربعمائة من الوجوه والأعيان.
و «حبس جماعة من الوجوه استحياشا منهم، وفيهم الأصبغ بن نباتة، والحارث الأعور الهمداني»([4]).
وذكر الطبري أنّ ابن زياد: «أمر أن يُطلب المختار وعبداللّه بن الحارث وجعل فيهما جعلًا، فأُتي بهما فحُبسا»([5]). ، وقال البلاذري : «أمر زياد بحبسهما - المختار والحارث - بعد أن شتم المختار واستعرض وجهه بالقضيب فشتر عينه، وبقيا في السجن إلى أن قُتل الحسين..» ([6]).
إنّ أصعب مقاطع النهضة الحسينية المباركة من ناحية التحليل التأريخي هو مقطع حركة أحداث الكوفة أيّام مسلم بن عقيل عليه السلام بعامة وحركة أحداث قيامه وانكساره السريع بخاصة، ففي هذا المقطع من كثرة الحلقات المفقودة، ومن تشابك العوامل وتداخلها وتنوّعها، ومن اضطراب النقل التأريخي لبعض مهمّ من وقائع هذا المقطع، ومن خفاء علل بعض مهمّ آخر، ما يجعل المتتبّع المتأمّل في حركة هذه الأحداث في حيرة غامرة.
([1])الزنجاني، وسيلة المآل: ١٨٦.
([2])المامقاني ،تنقيح المقال، ٢: ٦٣.
([3]) القرشي ، حياة الإمام الحسين بن علي عليهم االسلام ، ٢: ٤١٦، نقلاً عن «المختار مرآة العصر الأموي».
([4])المقرم ، مقتل الحسين عليهالسلام: ١٥٧.
([5])تأريخ الطبري، ٣: ٢٩٤.
([6])البلاذري، أنساب الأشراف، ٥: ٢١٥.