تحديث
17/09/2016 11:01 صباحا
كربلاء برؤية جديدة 3 - كلام مهم حول رسائل الكوفيين
اضف الى ذلك ان الامام الحسين عليه السلام بقي في مكة 125 يوما والتي سميت بالأيام المكية من عمر النهضة الحسينية ،وحسب ما نقلوا ان هنالك اكثر من 12 الف رسالة وصلت للإمام الحسين عليه السلام وهو في مكة المكرمة والرسائل كل واحدة تحمل محتوى يختلف عن غيرها وبالتالي ان الامام الحسين عليه السلام كان قد قراها كلها ، واجاب على بعضها فكم يحتاج الامام الحسين عليه السلام من الوقت حتى يقرا كل تلك الرسائل ويجيب على المهم منها فاذا حسبنا بحساب علمي بسيط فاذا قسمنا 12 الف رسالة على 125 يوما التي قضى الامام الحسين ع في مكة فنجد ان الناتج هو 96 رسالة يقرأها الحسين عليه السلام يوميا وبلا انقطاع ..وهذا يأخذ وقتا كبيرا من شخص عظيم يعد ويهيئ الاسباب للخروج على دولة حديدية بوليسية بمثل الدولة الاموية المقيتة ..وبالتالي ان خبر كثرة الرسائل وتقديرها بالألاف مبالغ فيه وارادوا ترتيب امر هام عليه بان اهل الكوفة غرروا بالحسين عليه السلام وكاتبوه ثم قتلوه ..
اضف الى ذلك ايضا ان قولهم ان اهل الكوفة كتبوا 12- 18 الف رسالة للحسين عليه السلام واغلبها من قواعد شعبية شيعية يعني حسب احصاءات اعداد الشيعة آنذاك استلزم الامر ان يكتب حتى الطفل الصغير والمرأة العجوز والشاب والمقاتل وهذا لغو ولا فائدة فيه ابدا يومها ، لان كثرة الرسائل لا تصب في مصلحة الشيعة آنذاك لانهم مراقبون مستهدفون وهذه الرسائل قد تسبب لهم حرجا مستقبليا , ولعل البعض يقول ان هذه الرسائل كتبت ايام النعمان بن بشير وهو مستضعف فيرد عليه وان كان كذلك لكن حركة الرسائل لابد ان تخرج عن الفقهاء من الشيعة ورؤساء القبائل والشخصيات المهمة وغيرهم قد لاتشكل رسائلهم اي اثر بالنسبة لثورة ابي عبد الله عليه السلام .
مسالة اخرى
قد يتصور البعض ان الامام الحسين عليه السلام كان الهدف من قيامه اهل الكوفة وتحرك نتيجة رسائل اهل الكوفة فقط ، وقد خدعوه وغرروا به كما حاولت تواريخ بني العباس ان تصفه ، والحال ليس كذلك لو تتبعنا تاريخ الامام الحسين (عليه السلام ) فعدة عوامل طبيعية تسببت بخروج الامام الحسين عليه السلام قاصدا العراق ولا اثر مؤثر لرسائل اهل الكوفة قد تسبب بخروجه على نحو الحصر .
واليك ايها القارئ العزيز بعض الادلة : قد روي في كتب التاريخ ان الامام الحسين (عليه السلام) قال لابن الزبير عندما طلب منه ان يستجير بحرم الله : (سيستحل هذا الحرم من اجل رجل من قريش والله لا اكون ذلك الرجل صنع الله بي ما هو صانع) ([1]).
وكذلك روي عنه (عليه السلام) قوله: (وايم الله لو كنت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم والله ليعتدون علي كما اعتدت اليهود في السبت والله لان اقتل خارجا منها احب الي من ان اقتل داخلا منها بشبر).
وكذلك في احدى خطبه عليه السلام : (الحَمدُ للهِ، ومَا شاءَ الله، ولا قُوَّة إلاَّ بالله، خُطَّ المَوتُ على وِلدِ آدم مخطَّةَ القِلادَة على جِيدِ الفَتاة، وما أولَهَني إلى أسْلافي اشتياقَ يَعقُوبَ إلى يوسف، وخيرٌ لي مَصرعٌ أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطِّعُها عسلان الفلوات بين النَّواوِيسِ وكَربلاء، فيملأن أكراشاً جوفا، وأحوية سغباً...من كان باذلاً فِينَا مهجتَه، وموطِّناً على لِقَاء الله نفسه، فلْيَرْحَل مَعَنا، فإنِّي راحلٌ مُصبِحاً إن شاء الله) ([2]) .
وفي بحار الانوار 45/99: (( ان يزيد انفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر و ولاه امر الموسم وقد اوصاه بقتل الحسين(عليه السلام) سرا وان لم يتمكن منه بقتله غيلة ثم انه دس مع الحاج ثلاثين رجلا من شياطين بني امية وامرهم بقتل الحسين(عليه السلام) على أي حال اتفق) ([3]).
فهذه الاخبار تشير الى ان الامام الحسين (عليه السلام) سيقتل و لو بقي في مكة ولا يعيق يزيد وجود الامام في الحرم من قتله.
([1]) القاضي النعمان المغربي ،شرح الأخبار : ج ٣ ص ١٤٣ .
([2]) ابن طاووس ، اللهوف : 23.
([3]) المفيد ،الإرشاد ص 203.