عقيل الحمداني نماذج من اجتهادات الثلاثة مقابل النص 

    الابحاث والمقالات

    نماذج من اجتهادات الثلاثة مقابل النص 

       
    1012 مشاهدة   |   0 تقييم
    تحديث   17/09/2016 9:54 صباحا

     

    نماذج من اجتهادات الثلاثة مقابل النص 

    وعاصر الامام الحسين ع ملك الخلفاء الثلاثة بعد النبي الاكرم ص واله ورأى اجتهاداتهم البعيدة عن الاسلام المحمدي الاصيل وعن نهج الامام علي ع وصي النبي ص واله ...واليكم بعض هذه الامور التي خالف فيها الملوك الثلاثة النبي ص واله واجتهدوا في مقابل النص :

     

    • ففي  يوم السقيفة اغتصب الامر والخلافة من علي عليه السلام .
    • ويوم وفاته :إذ عهد بالخلافة إلى عمر، كما قال الامام علي ع (فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لاخر بعد وفاته، لشد ما تشطرا ضرعيها) وكما قال السيد شرف الدين قدس سره (وي. وي. كأن الرجل يملك الاخر عن مالكه! فعهد به إلى من أراد لا يخشى عقابا، ولا حسابا، ولا عتابا، وي. وي كأنه نسى أو تناسى عهد النبي بالخلافة عنه صلى الله عليه وآله إلى علي فنصوص الخلافة من النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام كثيرة جدا حتى بلغت حد التواتر فراجع: ترجمة الامام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 / 77 ح 124 و126 و139 و140 و249 ط 1 بيروت، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 187 ط الحيدرية وص 79 ط الغرى، ؟! ثم من بعده إلى الائمة من ولده أحد الثقلين الذين لا يضل من تمسك بهما ولا يهتدي إلى الحق من لم ينتهج في الدين نهجهما عدل القرآن في الميزان لن يفترقا حتى يردا عليه صلى الله عليه وآله الحوض. وهم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق.)
    • وتثاقله عن امضاء سرية اسامة التي جهزها النبي ص واله وهو القائل: (جهزوا جيش اسامة لعن الله من تخلف عن جيش اسامه ) ([1]).
    • ايقافه تشريع اعطاء المؤلفة قلوبهم من سهمهم الذي فرضه الله تعالى ولما ولي ابو بكر جاء المؤلفة قلوبهم لاستيفاء سهمهم هذا جريا على عادتهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله فكتب ابو بكر لهم بذلك، فذهبوا بكتابه إلى عمر ليأخذوا خطه عليه فمزقه وقال: لا حاجة لنا بكم فقد اعز الله الإسلام وأغنى عنكم، فان اسلمتم والا السيف بيننا وبينكم، فرجعوا إلى ابي بكر، فقالوا له: انت الخليفة أم هو؟. فقال: بل هو ان شاء الله تعالى وأمضى ما فعله عمر([2]).
    • وقام ابو بكر باسقاط سهم ذوي القربى وعطله فلما ولي ابو بكر تأول الاية فأسقط سهم النبي وسهم ذي القربى بموته صلى الله عليه وآله ومنع - كما في الكشاف وغيره - بني هاشم من الخمس، وجعلهم كغيرهم من يتامى المسلمين ومساكينهم وأبناء السبيل منهم. وقد ارسلت فاطمة عليها السلام تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة و فدك وما بقي من خمس خيبر فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وآله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا.
    • مصادرته فدكا وابطال دعوى فيها فاطمة ع فيها ثم لما أنزل الله عز وجل عليه (وآت ذا القربى حقه) أنحل فاطمة فدكا، فكانت في يدها حتى انتزعت منها لبيت المال. هذا ما ادعته الزهراء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وأوقفت في سبيله موقف المحاكمة بإجماع الامة، واليك ما جاء في محاكمتها: قال الامام فخر الدين الرازي: فلما مات رسول الله صلى الله عليه وآله ادعت فاطمة عليها السلام أنه كان ينحلها فدكا، فقال لها أبو بكر: أنت أعز الناس علي فقرا، وأحبهم الي غنى، لكني لا أعرف صحة قولك  فلا يجوز أن أحكم لك، [قال]: فشهدت لها ام أيمن ومولى لرسول الله  فطلب منها أبو بكر الشاهد الذي يجوز قبول شهادته في الشرع فلم يكن ([3]).
    • قيامه بعدم معاقبة خالد بن الوليد لقتله الناس يوم البطاح، أو يوم مالك بن نويرة وقومه .
    • امر الاول في منع كتابة العلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله

     وقام بأحراق الاحاديث النبوية بنفسه ، على الرغم من روايته ونقله احاديث في فضائل نشر العلم وتعليم الناس إياه . اخرج الحاكمفي تاريخه بالإسناد إلى أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (من كتب علي علما أو حديثا لم يزل يكتب له الاجر ما بقي ذلك العلم أو الحديث  ..).ومع ذلك لم يدون ايام ابي بكر وعمر شيء من السنن. وقد كان أبو بكر اجمع ايام خلافته على تدوين الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله فجمع خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا، قالت عائشة: فغمني تقلبه، فلما اصبح قال لي: أي بنية هلمي الاحاديث التي عندك فجئته بها فأحرقها.. ([4]).

    • اسقاط حي على خير العمل من الاذان الإقامة:   فحي على خير العمل كان في الاذان على عهد الرسول صلى الله عليه وآله: وبه قالت الامامية بل عندهم اجماع ([5]).

    ولم ملك عمر صعد على المنبر - فيما نص عليه القوشجي في اواخر مبحث الامامة من شرح التجريد، وهو من أئمة المتكلمين على مذهب الاشاعرة:

    (ثلاث كن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن: متعة النساء، ومتعة الحج، وحي على خير العمل ...).([6]).

    • مقام ابراهيم عليه السلام وهو الحجر الذي يصلي الحاج عنده بعد الطواف عملا بقوله تعالى: (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) وكان ابراهيم واسماعيل عليهما السلام - لما بنيا البيت وارتفع بناؤه - يقفان عليه لمناولة الحجر والطين، وكان ملصقا بالكعبة أعزها الله تعالى، لكن العرب بعد ابراهيم واسماعيل أخرجوه إلى مكانه اليوم، فلما بعث الله محمد صلى الله عليه وآله وفتح له ألصقه بالبيت، كما كان على عهد أبويه ابراهيم واسماعيل، فلما ولي عمر أخره إلى موضعه اليوم وكان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وأبي بكر ملصقا بالبيت. وفي السنة السابعة عشرة للهجرة وسع عمر المسجد الحرام بإضافة دور جماعة من حوله إليه، وكانوا أبوا بيعها فهدمها عليهم ووضع أثمانها في بيت المال حتى أخذوها عمر زحزح مقام ابراهيم عن موضعه([7]).

     

    وفي ضوء هذه الاجتهادات الشخصية فتحت البلاد شرقاً وغرباً، وتعلّم أهل البلاد المفتوحة الإسلام على أنّه ولاء لله وللخليفة من قريش، وأنّ الدين هو كتاب الله وما شرّعه الخليفة القرشي، ومن هنا عَرَضَ عبد الرحمن بن عوف على علي عليه‌ السلام أن يبايعه على كتاب الله والعمل بسيرة الشيخين، ورفض علي عليه ‌السلام ذلك قائلاً: « إنّ سيرة النبي صلى ‌الله‌عليه‌ وآله لا تحتاج إلى إجّيرى([8]) أحد ». وبويع عثمان على ذلك ([9]) .

    وهكذا عاش الناس خمساً وعشرين سنة بعد النبي صلى ‌الله‌عليه ‌وآله في جاهليّة قبلية بعيدة عن روح الوحي وتجلياته .

    خالف عثمان سيرة الشيخين في قضية الولايات حيث آثر أقاربه بها؛ فقد بدأ عهده باستقدام عمّه الحكم والد مروان، وكان النبي صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله قد نفاه إلى الطائف، ثمّ جعل مروان بن الحكم كاتبه الخاصّ بعد أن زوّجه ابنته، ثمّ عزل سعد بن أبي وقاص عن الكوفة .

    ثمّ كانت الوقعة بينه وبين الضحاك بن قيس، وكان أميراً لابن الزبير، فانتصر مروان وقتل الضحاك، واستوثق له ملك الشام، ثمّ توجّه إلى مصر فاستولى عليها  25 هجرية وعيَّن أخاه لاُمّه الوليد بن عقبة الفاسق بنص القرآن.

    وفي سنة ٢٦ هجرية جمع الشام كلّها لمعاوية، وفي سنة ٢٧ هجرية جمع مصر كلّها لأخيه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله قد أهدر دمه في فتح مكّة وأجاره عثمان.

    وفيها أيضاً عزل أبا موسى الأشعري عن البصرة وولّى مكانه عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس، وهو ابن أربع وعشرين سنة، وضم إليه ولاية فارس؛ وبسبب ذلك شاع التذمّر في قريش، وصار المتذمّرون وهم عبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وعمرو بن العاص وعائشة حزباً، وعثمان ومعه بنو أبيه بنو اُميّة حزباً.

    وتعاظم الخلاف بين الحزبين القرشيين سنة ٢٨ هجرية حين أعلن عبد الرحمن بن عوف المرشّح الأكيد لخلافة عثمان قطيعته لعثمان، وبدأ الخصوم يذكرون من سيرة النبي صلى ‌الله‌عليه ‌وآله وأحاديثه ما يضعِّفون به جانب عثمان وبني اُميّة، وبذلك انكسرت سياسة منع الحديث، وضعفت سيطرة السلطة.

     


    ([1])الشهرستاني ،الملل والنحل ج 1 / 23 أفست دار المعرفة في بيروت.

    ([2])تجد هذه القضية بألفاظها في كتاب الجوهرة النيرة على مختصر القدورى في الفقه الحنفي ص 164 من جزئه الأول.

    ([3])      تفسير آية الفيء من سورة الحشر تجده في ص 125 الجزء الثامن من تفسيره مفاتيح الغيب.

    ([4])      ابن سعد ،الطبقات الكبرى :ج 5 / 188.

    ([5])        كما عن السيد المرتضى في الانتصار ص 39 الجواهر ج 9 ص 81 وغيرهما،.. بل اعترف به غيرهم: راجع: سنن البيهقى ج 1 / 524 - 525، السيرة الحلبية ج 2 / 105 ط 1382 ه‍ .

    ([6])      القوشجي ،شرح التجريد للقوشجى ط ايران ص 484 مبحث الامامة.

    ([7])      ابن سعد،         الطبقات : ج 3 / 284.

    ([8])      الإجّيرى بالكسر والتشديد: العادة. انظر تاج العروس مادة (أجر).

    ([9])      قال اليعقوبي في تاريخه ٢ / ١٦٢: وكان عبد الرحمن بن عوف الزهري لمّا توفي عمر واجتمعوا للشورى سألهم أن يخرج نفسه منها على أن يختار منهم رجلاً، ففعلوا ذلك، فأقام ثلاثة أيام، وخلا بعلي بن أبي طالب ع ليه‌ السلام ، فقال: لنا الله عليك إن ولّيت هذا الأمر أن تسير فينا بكتاب الله وسنّة نبيّه وسيرة أبي بكر وعمر.فقال عليه ‌السلام : « أسير فيكم بكتاب الله وسنّة نبيّه ما استطعت ».فخلا بعثمان فقال له: لنا الله عليك إن ولّيت هذا الأمر أن تسير فينا بكتاب الله وسنّة نبيّه وسيرة أبي بكر وعمر.فقال: لكم أن أسير فيكم بكتاب الله وسنّة نبيّه وسيرة أبي بكر وعمر.ثمّ خلا بعلي عليه ‌السلام فقال له مثل مقالته الأولى، فأجابه مثل الجواب الأوّل، ثمّ خلا بعثمان فقال له مثل المقالة الأولى، فأجابه مثل ما كان أجابه، ثمّ خلا بعلي عليه ‌السلام فقال له مثل المقالة الأولى، فقال: « إنّ كتاب الله وسنّة نبيّه لا يحتاج معهما إلى إجّيرى أحد، أنت مجتهد أن تزوي هذا الأمر عنّي ». فخلا بعثمان فاعاد عليه القول، فأجابه بذلك الجواب، وصفّق على يده.




    جميع الحقوق محفوظة لدى شركة ميديا لايف
    3:45