تحديث
15/09/2016 10:10 صباحا
فحسب الاحصائيات الاخيرة هنالك اكثر من 3000 كتاب وموسوعة الفت حول واقعة كربلاء والابعاد المتعلقة بهذا الامر من سيرة الامام الحسين ع وعطاءاته والابعاد العلمية والحضارية في نهضته المعطاءة وكثير من الامور المتعلقة بهذا الامر ..وكتب العديد من الخطباء الكرام مجالسهم التي القوها من على المنابر وعرفوا الناس ابعاد وقعة كربلاء اضف الى ذلك المخطوطات التي تقدر بالألاف الموجودة في مكتبات العالم والتي لم تر النور الى الان ؟؟
والجواب :
1- ان دراسة نصوص واثار نهضة كربلاء يعتبر حاجة عصرية ملحة تواكب ما توصل اليه العلم والعالم من تقدم علمي وتكنلوجي ومعرفي هائل ,فلابد ان تدرس النصوص دراسة دقيقة وتصاغ الدروس المستفادة منها والابحاث بلغة تتناغم مع واقع هذا العصر فكربلاء افق حضاري وحيوي متجدد وهي منهل عذب لكل من ورد الى حياضه يأخذ منه علما ووعيا و ومعرفة..ولاتوجد قناة اعلامية بحثية افضل من منبر الامام الحسين ع لطرح قضايا نهضة الحسين ع وتعريف الناس بها ونقلهم الى اجواء هذه الوقعة المؤلمة .
2- هنالك قول قيم للإمام علي ع يدعو به الامة الى ضرورة الاستفادة من كل سيرة اهل البيت ع وعطاءتهم الشريفة لواقع الامة العلمي والنهضوي فقد قال علي ع
(وبينكم عترة نبيكم ،وهم ازمة الحق واعلام الدين ،والسنة الصدق ،فانزلوهم بأحسن منازل القران ،وردوهم ورود الهيم العطاش ).
وهذا الكلام العلوي يحثنا ويرشدنا الى ضرورة الانتهال من معين سيرة ائمة اهل البيت ع وفخرهم الامام الحسين ع الذي ضرب اروع الامثلة في نهضته ،وغير معادلات العالم بأخلاقه و وبطولاته المميزة في وقعة كربلاء التي تستحق منا كل تدبر وتحقيق في نصوصها التي تعطينا بعدا مميزا عن ما قام به الامام ع واصحابه في كربلاء الشهادة والدم .
3- فلاسفة التاريخ اشاروا الى انه لا يمكن تقييم اي حادثة تاريخية في نفس زمانها تقييما حقيقيا، ولهذا نحتاج بعد مدة من حصولها ان نقيمها تقييما دقيقا ، ولهذا وردت الاشارة في القران الكريم في قصة مؤمن ال فرعون الواردة في سورة غافر اية 44 (فستذكرون ما اقول لكم ..) وفيه اشارة واضحة الى ان الزمن كفيل بتعريف وبيان حقائق الامور ومستقبل الايام له الاثر الاكبر في كشف الحقائق التي لم ينتبه اليها الناس في ذلك العصر ..
وكما قال امير المؤمنين علي ع: ( غدا ترون ايامي ويكشف لكم عن سرائري وتعرفوني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي ) .وهي اشارة واضحة لتأثير عامل الزمن على تغيير النظرة الى الحقائق التي قد يغطيها غبار الشبهات وقوالب التفكير السطحية لأبناء مجتمع ما .
وورد عن الامام السجاد ع قوله ( يكون في اخر الزمان قوم متعمقون ..) وفي الحديث دلالة واضحة على التعمق في الادراك البشري في اخر الزمان وتفعيل قوى العقل والبحث والتحقيق .
4- ومن يتتبع نصوص الثورة الحسينية يجد ان كثير من نصوصها رويت في كتب التاريخ وبتفاصيل دقيقة جدا ولانغالي اذا ماقلنا انه لاتوجد ثورة في العالم نقلت تفاصيلها بهذه الحجم والاهتمام مثل وقعة كربلاء لكن هذا لايعني ان كل النصوص التي نقلها المؤرخ الطبري وابن الاثير وابن عساكر وغيرهم عن وقعة الطف هي نصوص كلها صحيحة بل ان فيها دس متعمد واساءة واضحة لقضايا الحسين ع والثورة على الرغم من اشتهار المؤرخ الطبري وكتابه تاريخ الرسل والملوك ووصفه بانه عمدة التاريخ لكننا لا يمكن لنا ان نعتمد ونثق بكل ما ورد في تاريخه وبالأخص اثناء ترجمته لحروب الجمل وصفين وصلح الحسن وقضايا وقعة كربلاء فالطبري ليس حجّة حين يكثر من راوٍ معين في موضوع معين، والمدقق في نصوص التاريخ يقف عند الكثير من المفارقات التي ذكرها الطبري في تاريخه لان الطبري كمؤرخ راعى في تأليفه لتاريخه أن يأتي منسجماً مع السياسة العباسيّة؛ ولذا نراه يذكر الرواية العباسيّة الرسمية لقصة وفاة الإمام علي الرضا عليه السلام وهي: أنّه أكثر من أكل العنب فمات فجأة وغيرها من هذه الامور كما اشار الى ذلك السيد البدري في بعض مؤلفاته .
فالمؤرخ الطبري اتى بعظائم نصوص في كتابه تاريخ الرسل والملوك واساء بها نهضة الامام الحسين ع امثال تبنيه ان الحسين ع اراد ان يضع يده في يد يزيد ، وان ثورة الحسين ع هي ثار ال عقيل لمصرع اخيهم في الكوفة ، وان الحسين ع غرر به اهل الكوفة وقتلوه ، وان يزيد كان رحيما باهل البيت ع بعد قتل رجالهم ، ..الخ المسائل التي ستجدون ردودا علمية حولها في هذا السفر العاشورائي .