ان جيش أسامة الذي استخدم في غير ما يرضي الله تعالى بعد شهادة النبي ’ مع قوات التعبئة الداخلية انما حاصر بيت النبي ’ بل ودخلت هذه القوات حتى في الساحة التي كانت بين حجرات بيت النبي ’ بحيث ان السيدة عائشة لا تعلم متى يدفن النبي ’، هذا يدلل على ان السيدة عائشة قد حوصرت في بيتها ولايمكن لها ان تخرج من اجل ان ترى النبي ’ لحظة دفنه..

 القضية الأخرى والمؤلمة جدا ما هو دور الأنصار؟ وقد كان عددهم بالألاف وفيهم جنرالات عسكرية وابطال في الحرب والجواب لهذا السؤال ان الأنصار حصروا في بيوتهم ولا يكاد ان يخرج احدهم راسه من بيته لأنه فرض عليهم ما يعرف اليوم ب>حظر التجوال<بحيث لا يمكن لأي انسان ان يخرج. ويؤيده ماذكره العلامة الجوهري في كتابه السقيفة يقول ان بعض الصحابة كانوا في بيت فاطمة ÷ لا يستطيعون الخروج فبقوا في بيت فاطمة ÷ ومنهم طلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص ومنهم العباس بن عبد المطلب.

وهنا اريد ان اتساءل اذا كان بيت السيدة عائشة محاصر وبيت علي × محاصر والانصار في بيوتهم قد حصروا والصحابة لم يستطيعوا ان يخرجوا فمن اين أتت هذه الحشود وهذا الجيش الذي دخل المدينة مع الحشود وحاصروا المدينة وبسببهم وبقوة تهديدهم لم يخرج جملة من كبار الصحابة من بيوتهم حتى انهم عطلوا دفن النبي ’ لثلاثة ايام، وهذا يدلل على ان هنالك تنظيم لهؤلاء الانقلابيين سياسي وعسكري وكان قد اشيع لدى المؤرخين من العامة انما اخر دفن النبي ’ ليصلي عليه المسلمون، بينما نجد ان المسلمين قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة واكرام الميت دفنه كما يقول النبي ’, وفي هذا دلالة كافية على ان جيش أسامة وجيش التعبئة الداخلية الذي اتى من قبيلة بني جذيمة وقبيلة اسلم قد وصل الى حدود المدينة وقام بفرض ذلك الحصاروحظر تجوال كبير وليعرف القارئ العزيز ان هنالك مؤامرة على الإسلام من قبل الدولة الرومانية واليهود ومن قبل التحالف القرشي الاموي الذي وصفهم القران الكريم بالانقلابيين وأقول ان هذا التسلسل الزمني للأحداث كما اوردناه انما يصف لنا حجم المؤامرة الكبير التي بحجم السماء للإساءة الى رموز الإسلام العظيمة وتحريف الدين وتشويه معالم الإسلام الحنيف.

البحث ماخوذ من كتابنا التاريخ في دائرة الضوء ج1 ص 194