تحديث
14/10/2020 9:55 مساءا
سماحة الشيخ عقيل الحمداني: عندما نرجع الى القران الكريم وبالأخص الآية التي أرخت لشهادة النبي ’ ومايحدث بعد رحيله نجد انها اشارت الى مصطلح عجيب وهذا المصطلح مع الاسف لم يتداول ولم يتوقف عنده من أرخ لسيرة النبي ’ ولسيرة عظماء الاسلام, {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}[آل عمران:144], القرأن يشير الى وجود تنظيم انقلابي وبإمكاننا ان نصطلح عليه اليوم بمصطلح يقترب من الانقلابيين, والانقلابيون: جملة من الرجال الذين ينتمون الى عدة طوائف وانتماءات منها المؤسسة التوراتية, المؤسسة الانجيلية, الرومانية وعدد كبير من رجالات العرب الذي انضووا فكريا وعقائديا تحت ظل تلك المؤسسات. عبر عنهم القرآن بقوله: {انْقَلَبْتُمْ} ونحن نستخدم هذا الوصف والمصطلح القرآني ونسميهم بالانقلابيّين.
هؤلاء الانقلابيون قاموا بعدة وقائع غيرت مجرى التاريخ الإسلامي فاستهدفوا اولا شخصية النبي’ ومن ثم اهل البيت ^ وكل الويلات التي حدثت على الإسلام الى هذا اليوم فان هؤلاء يتحملون جزءا كبيرا منها. وبالتالي على القارئ الكريم ان يقف عند صورة واضحة المعالم عن الوقائع التاريخية التي جرت في لحظات شهادة النبي ’ الى حيث الهجوم على بيت فاطمة الزهراء سلام الله عليها ونأتي بترتيب زمني للأحداث الني وقفنا عندها طلبا من المتتبع والقارئ الكريم فأول ما قام به هؤلاء الانقلابيون هو >لَدّ< رسول الله ’ كما يقول البخاري في صحيحه الجزء الخامس، فقد وضعوا الدواء له عنوة وأرغموه على شربه ’ وكان الدواء فيما نحتمل مسموما وأستشهد النبي ’ على اثر ذلك الدواء ففي صحيح البخاري ـ كِتَاب الدِّيَاتِ ـ بَاب إِذَا أَصَابَ قَوْمٌ مِنْ رَجُلٍ هَلْ يُعَاقِبُ... رقم الحديث: 6416:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: >لَدَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا لَا تَلُدُّونِي، قَالَ: فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ بِالدَّوَاءِ، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ: أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي، قَالَ: قُلْنَا: كَرَاهِيَةٌ لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَّا الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ<.
ومن ثم بعدما >لُدّ< النبي ’ منعوا كتابة الوصية وانتقلوا الى المرحلة الثالثة التي وقفنا عندها طويلا انهم اتهموا النبوة الخاتمة بالهذيان والعياذ بالله اذ قالوا بأن النبي ’ يهجر وبأن هذا النبي الذي عبر عنه القرآن بأنه لاينطق عن الهوى هجر، وبالتالي هم أرادوا ان يضربوا عدالة النبوة الخاتمة، ثم انتقلوا الى حالة سياسية غريبة في تعطيل جيش أسامة الذي رافقه امر الهي بانفاذه لان النبي’ لا ينطق عن الهوى فعندما جهز جيش أسامة فهذه إرادة الرب وكان الغرض منه قتال الروم والاخذ بثارات معركة مؤتة, هذا الجيش الذي عطله التحالف القرشي – اهل الانقلاب، وبدل من ان يقاتل الروم اتو به الى المدينة وحاصروها ومع قوات التعبئة التي أتت من قبيلة اسلم ووقفنا فيما مضى كيف ان سرية من قبيلة اسلم وبني جذيمة قدحاصروا بيت النبي ’، وبعد الحصار هنالك حدث غريب جدا عندما عطلوا جيش أسامة وقال النبي ’ كما في كتاب العلامة الشهرستاني الملل والنحل الجزء الاول يقول: >لعن الله من تخلف عن جيش أسامة<, ثم ادخلوا السيدة عائشة في هذا الامر وانها امرت اباها ليؤم الناس بأمر من النبي ’ ولكن الحقيقة ان الانقلابيين هم من وضعوا هذا الحديث بأمامه أبي بكر للناس، والنبي مسجى وهذا الحديث ان صح وهو ليس كذلك فإنما يدل على انتقال سلمي للخلافة من رسول الله ’ الى هذه الشخصية التي حاول الانقلابيون تقديمها على حساب امير المؤمنين, والامر يحتاج دراسة اكثر.
البحث مقتبس من كتابنا التاريخ في دائرة الضوء بالاشتراك مع الاستاذ محمد العوادي ج1 ص189 ومابعدها