عقيل الحمداني لماذا يشكك ابن ابي الحديد المعتزلي بايمان ابي طالب ؟

    التاريخ في دائرة الضوء

    لماذا يشكك ابن ابي الحديد المعتزلي بايمان ابي طالب ؟

       
    456 مشاهدة   |   0 تقييم
    تحديث   22/03/2020 2:44 مساءا

     ابن ابي الحديد عندما يعرض لإيمان ابو طالب يقول (وقد عرض للأمُة التي بُعِث فيها الرسول ص واله  وقسمها الى اقسام منهم معطلة ومنهم غير مُعطلة ومن المُعطلة من انكر الخالق ومن يدين بالتناسخ وارباب الهامة وعبدة الاصنام)  الى الخ.. حتى يقول (فأما الذين ليسوا بمُعطلة من العرب فقليلُ منهم وهُم المتألهون اصحاب الورع والتّحرُج عن القبائح كعبد الله وعبد المطلب وابنه ابي طالب)([1]) 

    لكن المُستغرب  بعد هذا الحديث الذي نقله يشير في جزء آخر فيقول ابن ابي الحديد قولا يظهر فيه تردده في ايمان ابي طالب بعد ان ساق كُل هذه الدلائل حتى أنه يقول (فأما أنا فإن الحال مُلتُبِسةٌ عندي والاخبار مُتعارضةٌ والله أعلم بحقيقة حالهِ وكيف يكون) وهذا في اصلِ رد الرسالة المفبركة عن النفس الزكية مع المنصور الدوانيقي. دعني افهم شخصية ابن ابي الحديد مع ابي طالب ومع سادة قريش ومع الائمة ع  ومع النبي الأكرم ؟

    سماحة الشيخ عقيل الحمداني: بسم الله الرحمن الرحيم، حقيقة القول في ابن ابي الحديد ان عقيدته هي عقيدة اهل الاعتزال، وعاش في العصر العباسي لكن مشكلة ابن ابي الحديد هي مشكلة الكثير من الباحثين والكثير ممن يكتبون في السيرة ويُحاولون ان يفهموا السيرة أو يقرأون السيرة قراءة سطحية. في خبر ابي حنيفة المشهور وكيف ان الحكومة العباسية كلفته باختبار الامام الصادق ع فيقول ابو حنيفة: فهيأت له أربعين مسألة، ثم أتيت أبا جعفر، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لا يدخلني لأبي جعفر
    ـ إلى أن قال ـ فقال لي أبو جعفر: هات من مسائلك
    .

    فابتدأت أسأله، فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن نقول كذا وكذا. فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا، حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة.

    ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس([2]). اي الآن عرضت عليك الآراء الفقهية وأنت من اي مذهب فأختر، لكن أنا رأيي واكيد أنا اتبع قادتي الربانيين كما قال الشاعر:

    فوالي أناساً قولهم وحديثهم
     

     

    روى جدنا عن جبرائيل عن الباري
     

     

    فمشكلة ابن ابي الحديد انه كان يستقرأ آراء المُعتزِلة فقط، الآن عندما يقول (والحال مُلتَبِسة عندي) لماذا؟ لأنه من شيوخ المعتزلة.. هو في البداية يقول (واختلف الناس في ايمان ابي طالب فقالت الإمامية وأكثروا الزيدية ما مات إلا مُسلِماً) قالت الإمامية، الفخر الرازي لديه كلام رائع جدا في تفسيره عندما ينقل آراء المفسرين من الصحابة يقول  وينقل رأي علي ع ، ثم يقول: (من اقتدى بدينه بعلي فقد اهتدى، واتبع ذلك بقوله: والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه واله : اللهم أدر الحق معه حيث ما دار<([3]). فابن الحديد يقول (فقالت الإمامية وأكثروا الزيدية ما مات إلا مُسلِماً وقال بعض شيوخنا المُعتزِلة بذلك وقال أكثر الناس من اهل الحديث والعامة من شيوخنا البصريين مات على دين قومه) لكن يرجع ابن ابي الحديد يُغالط نفسه قال : وقيل انه على دين عبد المُطلب)  اي انا ابا طالب  مات على دين عبد المُطلب.

    البحث مقتبس من كتابنا التاريخ في دائرة اضوء ج5 ص 368 المطبوع في دار المحجة البيضاء .


    ([1]) ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص120.

    ([2]) الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج6، ص257 ـ 258.

    ([3]) الرازي، التفسير الكبير، ج1 ص105.



    comments تعليقات

    الاسم

    البريد الالكتروني

    نص التعليق
    0/2000




    جميع الحقوق محفوظة لدى شركة ميديا لايف
    3:45