تحديث
28/12/2019 11:35 صباحا
شراف
جاء في كتابنا المعجم الشامل لمعركة كربلاء ص 225 :
شراف من منازل الطريق الى كربلاء قال ياقوت الحموي: «شراف بين واقصة والقرعاء على ثمانية أميال من الأحساء التي لبني وهب، ومن شراف إلى واقصة ميلان (3 كم تقريباً)، وهناك بركة تُعرف باللوزة، وفي شراف ثلاث آبار كبار، رشاؤها أقلّ من عشرين قامة، وماؤها عذب كثير، وبها قُلُبٌ كثيرة طيّبة الماء يدخلها ماء المطر .. »([1]). وتبعد منطقة شراف مسافة 22 كم جنوب ناحية الشبكة العراقية على الحدود العراقية ـ السعودية.
قال الشيخ المفيد قدس سره: «ثمّ سار عليه السلام في بطن العقبة حتى نزل شراف فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا..»([2]).
وهذا نوع مميز من التخطيط الذي قام به الامام الحسين عليه السلام عندما امر اصحابه بالإكثار من سقي الماء واستشراف لما سيجري بعد مراحل من الطريق وكيف ان تخطيط الامام المعصوم اللوجستي هذا ساهم في انقاذ حياة الف نفر مع دوابهم عندما اصابهم العطش .. وهي سرية الحر الرياحي التي التقاها الامام الحسين عليه السلام في ذي حسم..
ومن اهم الاحداث في هذه المنطقة ما ذكره اهل التاريخ:
اولا: قدوم كتيبة عسكرية اموية باتجاه الامام الحسينعليه السلام :
ففي تاريخ الطبري: حدّثت عن هشام، عن أبي مخنف قال: حدّثني أبو جناب، عن عديّ بن حرملة، عن عبد الله بن سليم والمذرى بن المشمعل الأسديّين قالا: أقبل الحسين عليه السلام حتّى نزل شراف فلمّا كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا، ثمّ ساروا منها، فرسموا صدر يومهم حتّى انتصف النهار. ثمّ إنّ رجلاً قال: الله أكبر ! فقال الحسين عليه السلام :اللهُ أَكْبَرُ، ما كَبَّرْتَ؟ قال: رأيت النخل! فقال له الأسديّان: إنّ هذا المكان ما رأينا به نخلة قطّ ! فقال لنا الحسين عليه السلام : فَما تَرَيانِهِ رَأى؟ قلنا: نراه رأى هوادي الخيل! فقال عليه السلام : وَأَنَا وَاللهِ! أَرى ذلِكَ. ثمّ قال عليه السلام : أَما لَنا مَلْجَأٌ نَلْجَأُ إِلَيْهِ نَجْعَلُهُ في ظُهُورِنا، وَنَسْتَقْبِلُ الْقَوْمَ مِنْ وَجْه واحِد؟ فقلنا له: بلى، هذا ذو حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك، فإن سبقت القوم إليه فهو كما تريد. قالا: فأخذ إليه ذات اليسار وملنا معه، فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل، فتبيّناها وعدلنا، فلمّا رأونا وقد عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا كأنّ أسنتهم اليعاسيب وكأنّ راياتهم أجنحة الطير!).
قلنا:
أ. قول الامام الحسين عليه السلام (مالنا ملجأ). يدل على ان الامام عليه السلام كان يقصد استشارة من معه بأحوال الطريق من اجل اشراكهم في صنع القرار, وتعليمهم على مبدا الاستشارة والاخذ بالرأي والا هو عالم بحسن التدبير وبالسياسات. فلا يحتاج الى مشورة احد او تعليم احد فهو حجة الله على الخلائق.
ب. واين اختفى العباس عليه السلام الدبلوماسي الاول والحارس الشخصي لابي عبد الله عليه السلام من الواقعة هذه ولماذا لم يتأكد منه الامام الحسين عليه السلام حول خبر النخل ورؤوس الرماح , ولماذا يستشير الامام الحسين عليه السلام كما يصوره لنا التاريخ كل من هب ودب عن اوضاع الطريق ويسالهم ويحاول معرفة الاحداث منهم. الم يكن عند الامام الحسين عليه السلام رؤية ستراتيجية واضحة لطبيعة الاوضاع؟ الم يكن لدى الامام الحسين عليه السلام مستشارين كي ساعدوه في التعرف على وضعية الامكنة التي سيذهب اليها او مفاجئات الطريق الى كربلاء.؟ اسئلة لابد ان يجيب عليها كل من يتبنى هذا النص بأجمعه بدون تحقيق ولا تمحيص.
و ذكر اهل الاختصاص ان شراف: موضع أسفل الكوفة بـ 5.5 كم على بعد 3 كم تقريبا من واقصة، سمي باسم رجل يقال له شراف استخرج عينا فيها، ومن شراف إلى القرعاء 22 ميلا ومنها إلى المغيثة 47 ميلا ومن المغيثة إلى القادسية 36 ميلا (16)، وقد نزل سعد بن أبي وقاص شراف وكان مقرا له، وفيها ثلاث أبار كبيرة للماء عمقها 36ـ40م وماؤها عذب. اما ذو حسم فهو جبل بين شراف وبين منزل البيضة كان النعمان بن المنذر ملك الحيرة يصطاد فيه([3]).
([1]) الحموي، معجم البلدان، ج٣: ص٣٣١.
([2]) المفيد، الإرشاد: ص٢٠٦.
([3]) السماوي، ابصار العين، ص44.