تحديث
28/12/2019 11:00 صباحا
حقيقة سرجون الرومي
المعجم الشامل لمعركة كربلاء - الشيخ عقيل الحمداني
احد مجرمي كربلاء ومن خطط لقتل الامام الحسين ، فهو سرجون بن منصور المسيحي، أو الرومي وفقاً للمؤرخين المسلمين، التغلبي أو الكلبي وفقاً لمؤرخين اخرين أو الملكي السرياني.
والده منصور كان يشغل منصِب مدير المالية في الدولة الرومانية، وعيّنَه الإمبراطور البيزنطي >موريس< حاكم دمشق وأبقاه هرقل في منصبِه بعد اجتياح الفرس.
يقول الأب لامنس: "إن المنصور اعتزل في دير القديسة كاترينا في سيناء بعد تسليم دمشق، وألّف هناك كتاب «شرح المزامير» المنسوب إلى أنستانيوس السينائي. بل يقول أن منصور هو نفسه أنستانيوس السينائي بعد تغيير اسمه كنسياً، وأنه هو الذي كتب شرح "المزمور السادس".
بعد فتح الشام واستلام يزيد بن أبي سفيان لولاية الشام عين منصور هذا بمنصب خازن بيت المال أو الكاتب أو المستشار أو كل ذلك على اختلاف بين المؤرخين، وبعد وفاة يزيد بن أبي سفيان استلم معاوية بن أبي سفيان ولاية الشام وبقي منصور في منصبه حتى وفاته ليورث منصبه لولده سرجون الذي عُرف بأنه مستشار معاوية الخاص وكاتبه صاحب أمره([1]) ونديمه.
وبعد وفاة معاوية وتسلم يزيد الخلافة بالقهر بقي سرجون على مكانته وصار صاحب مشورة يزيد الخاص ونديمه!
يقول البلاذري في أنساب الأشراف: "وقال المدائني: كان على شرط يزيد حميد بن حريث بن بحدل وصاحب امره سرجون بن منصور..."([2]).
ويقول عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق: >سرجون بن منصور الرومي كاتب معاوية وابنه يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق وذكر أنه كان نصرانياً فأسلم وهو الذي ينسب إليه جبر بن سرجون عند باب كيسان ويقال له سرحة وله عقب وكان يقال إن الكنيسة التي خارج باب الفراديس بحذاء دار أم البنين محدثة بنيت بعد الفتح لسرحة كان كاتبا لمعاوية بن أبي سفيان ثم أسلم على يديه وبقيت الكنيسة..<([3]).
يقول يعقوب الرهاوي: إن الإكليركيين قاموا بمهمة التعليم والتهذيب في عائلات الأمراء الإسلامية، كما يُقال أن يزيداً نفسه، وَكَلَ أمر تثقيف ابنه خالد إلى الراهِب المسيحي مريانس، وإن عبد الملك عهد إلى أثناسيوس الرهاوي المهمة نفسها.
ويقول نبيل سلامة في دراسة عن يوحنا الدمشقي منشورة على موقع أكتشف سوريا: "إن ميل معاوية إلى المسيحيين وعشرة ابنه المسيحية تحملاننا على الاعتقاد أن يزيداً وليّ العهد ويوحنا بن سرجون وزير المالية نهلا ثقافة مشتركة في بعض المواد. وهكذا استفاد يزيد من تعليم أستاذه الدمشقي واقتبس عنه الثقافة العلمية التي جعلَت التقليد يلقّبه بالمهندس. أما يوحنا فكان يتحسّس الشعر ويتذوّقه، وتهتز مشاعره لدى احتكاكه بشعراء الصحراء، وقد تأثرت بعض تآليفه بهذا الاحتكاك ولاسيما أناشيده وقوانينه، وقد اكتسب من تربيته الثقافية المشتركة معرفة القرآن الكريم والديانة الإسلامية!!
ولعل السؤال الاخطر في دراسة سيرة سرجون يتعلق بأحداث وقعة كربلاء فما علاقة سرجون بمقتل الإمام الحسين ؟
يقول ابن مسكويه الرازي: "كتب له ـ أي ليزيد ـ على ديوان الخراج سرجون بن منصور، وهو الذي أشار عليه، لمّا بلغه مسير الحسين إلى الكوفة بأن يولَّى عبيد الله بن زياد"([4]).
([1]) الطبري، تاريخ الطبري: ج4 ص243.
([2]) البلاذري، أنساب الأشراف: ج5 ص354.
([3]) ابن عساكر، تاريخ دمشق: ج20 ص161.
([4]) ابن مسكويه الرازي، تجارب الأمم ج2 ص104.