من المزارات الشيعية التي كثر عنها الحديث في الآونة الاخيرة هو مزار اشتهر بأنه يعود للسيدة شريفة بنت الامام الحسن ع في ناحية ابي غرق في مدينة الحلة المشرفة.

وكثرت الآراء من قبل الباحثين والكتاب والخطباء والمثقفين حول هذا المزار ما بين من ينفي وجوده أصلا ويعتبره من المزارات الوهمية مثلما فعل صاحب كتاب معجم المراقد المزيفة في العراق ومنها ما جعلته من المزارات التي لا يعرف صاحبها من يكون أو لا تعرف سيرة من دفنت فيها من نساء أهل البيت ^ وبين مثبت لهذا المزار بحجة الذاكرة الشفوية وآلاف الناس التي تشهد جيلا بعد جيل بنسبة هذا المزار لامرأة هي شريفة بنت الحسن ع.

وامام كل هذه الموجة من اختلاف الآراء ـ التي لا تفسد في الود قضية كما يقال ـ اردنا ان نكتب هذه السطور كأطروحة تاريخية نذكر فيها نسبة هذا المزار إلى السيدة شريفة.

وانما قلنا اطروحة تاريخية محتملة لأننا لم نجزم بصحتها ولم نقطع بكونها الراي الاصوب في هذا الباب لكنه من باب الاحتمال التاريخي لكشف بعض ما يقال عن هذا المزار الذي اشتهر بحصول الاف الكرامات التي تحصل عنده سنويا ما بين شفاء المرضى بإذن الله وببركة صاحبة القبر وبين قضاء حوائج مستعصية لأناس ابتغوا الوسيلة إلى الله تعالى بالدعاء عند هذا المزار وبين اناس نالوا مرادهم وتحققت احلامهم عند هذه التربة الزاكية فلا يعقل ان هذه الكرامات التي تعد بالآلاف هي محض خيال او وهم او شعور نفسي كما وصفه البعض او من تأثير الجن المؤمن كما اراد البعض التعبير عن هذه الكرامات المتواترة بالآلاف سنويا وهذا كلام لا قيمة له مع احترامنا لقائله.

وتبقى هذه السطور كأطروحة محتملة في بيان مزار السيدة شريفة ع ان تقبلتموها سادتي الكرام جزيتم خيرا من عند رب العباد وان لم تتقبلوها تكون كراي تاريخي تبنيناه تبقى مسؤوليته على عاتقنا وفرضية لكشف سر هذا المقام تحترم كبقية الفرضيات التي وضعها أهل الاختصاص في كل باب من ابواب العلوم ولنا الشرف بتقبل الردود العلمية الرصينة من اجل كشف الحقيقة وفك لغز هذا المزار والاف الكرامات التي تحدث للناس من العراقيين وغيرهم الذين نالوا حوائجهم بإذن الله تعالى عند هذه التربة الزكية.