تحديث
15/01/2019 11:44 صباحا
رجال اهل المشرق
وهم من انصار الحسين الذين اتوا من المشرق باعتراف يزيد وعرضوا على الامام الحسين نصرتهم والنص في كتاب (البداية والنهاية) وابن كثير متشدد يقول([1]): إن يزيد بن معاوية كتب إلى ابن عباس يخبره بخروج الحسين عليه السلام إلى مكة، وهو نص ابن كثير، قال: من ضمن ما كتب قال: وأحسبه أي الحسين قد جاءه رجال من أهل مشرق، فمنوه بالخلافة، قال: وعندك منهم خبر وتجربة، فإن كان قد فعل فقد قطع راسخ القرابة وأنت كبير أهل بيتك، وهذا كذب محض، لأن الحسين عليه السلام هو كبير أهل البيت ^، لجلالته ولقدسه بأبي هو وأمي، والمنظور إليه، فاكففه عن السعي في الفرقة!.
ولا يهمنا هنا التفاصيل الجزئية بقدر ما يهمنا اللفظ الذي قاله يزيد: الحسين قد جاءه رجال من أهل المشرق فمنوه بالخلافة، وهنا ثلاث نقاط مهمة في رسالة يزيد:
أولاً: يقول إن هنالك رجال وصلوا إلى الحسين عليه السلام ، طيب من هؤلاء؟ قال: من أهل المشرق، ويزيد كان يعيش في الشام، وبعض المحققين حاول أن يقول: هو يقصد أن رجال من أهل المشرق يقصد بهم ان أهل الكوفة أتوه، أو أهل البصرة،. وهذا تأويل بعيد. فأهل المشرق قد عرف الناس وصفهم وجهاتهم وبلادهم التي هي بلاد فارس، وكانت بلاد المشرق بالنسبة إلى العراق -الكوفة-. قال: فمنوه بالخلافة، وعندك منهم خبر وتجربة. هذه الكتيبة كتيبة أهل المشرق، وهم الذين هجرهم زياد بن ابيه وهم ما يقرب من خمسين ألف عائلة، وهجروا بأمر من معاوية سنة 51 بعد شهادة الإمام الحسن عندما هجروا من المصرين من البصرة والكوفة، هؤلاء لم يكن لهم دور هام بنصرة أبي عبد اللهعليه السلام ، الآن يزيد العدو الأول للحسين عليه السلام يثبت أن هؤلاء كتيبة أهل المشرق جاءوا إلى الحسين عليه السلام ومنوه بالخلافة، ولدى ابن عباس خبر وتجربة، يعني مطلع، لأن هؤلاء الأبطال الذين هجروا من الكوفة والبصرة، وهؤلاء أبطال معركة صفين، يعني عندهم اتصال مباشر مع الإمام ، وابن عباس شارك في صفين، وعلى أقل تقدير هو موجود مع أمير المؤمنين عليه السلام ، ورأى بعينه، فإذن هذه الكتيبة من أهل المشرق الشيعية من أبطال الكوفة والبصرة الذين هجروا قسراً مع عوائلهم إلى خراسان، وهذا فتح كبير، لأنني قلت سابقا أن هؤلاء ليس لهم حضور مع أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، فيأتينا ابن كثير في (البداية والنهاية) ج8 يشير إلى اشتراك أهل المشرق والذين هم الكتيبة التي نصطلح عليها، لأن هناك كتيبة خراسانية وهي في الاتجاه المقابل وبخارية، هؤلاء كتيبة أهل المشرق التي اعترف يزيد بوصولها أيام بداية تحرك الحسين ، فهو قد قال: قد جاءه
ـ والهاء للحسين ـ رجال من أهل المشرق، فمنوه بالخلافة، وعندك منهم خبر وتجربة، إذن هؤلاء وصلوا إلى المدينة المنورة أيام نهضة أبي عبد الله عليه السلام وخروجه.
([1]) ابن كثير، >البداية والنهاية< ج8، ص177. المعجم الشامل لمعركة كربلاء ص 129.