تحديث
27/12/2018 5:10 مساءا

وتقع هذه المستوطنة الأثرية الكبيرة في مقاطعة (الأبيتر الجنوبي) وتشغل الآن مساحة تقدر بمئات الدوانم من الأراضي المرتفعة عما يحيط بها من الأراضي الزراعية، وعند جنوبها الغربي يقع مرقد مايسمى بالإمام نوح، الذي يقع في وسط البساتين بضواحي مدينة كربلاء المقدسة في العراق، عند قبيلة« آل مسعود» في البساتين على احد فروع (نهر الحسينية )، في مقاطعة « الابيتر » تصغير أبتر، بجانب الحصوة ـ الصحراء على أرض زراعية ذات مساحة واسعة.
اختلفت الروايات في تحديد هوية إمام نوح أو نسبه إذ يقول الشيخ حرز الدين في ( مراقد المعارف): الذي يترجح عندنا أن هذا هو قبر أبي أيوب نوح بن دراج أبي الصبيح بن أبي علي عبد الله النخعي الكوفي المتوفي سنة 182 هـ ، اشتهر بإمام نوح عند الأعراب النازلة حوالي كربلاء المقدسة في رساتيقها بحيث لا يعرف إلا به ... وكان « آل دراج » عراقيين ومنازلهم في الكوفة، وبعضهم ينزل كربلا منهم نوح بن دراج هذا في أخريات أيامه عند عجزه وفقدان بصره ، كما أن أخاه الراوي الثقة الجليل جميل بن دراج أقام في أراضي « دجيل ـ سميكة » ، وتوفي في تلك المنطقة وقبره في قرية « الطارمية » قرب « نهر دجلة » بين سامراء ، معروف بقبر الشيخ جميل.
ويحيط بهذه المستوطنة نهر نينوى القديم الذي يطوقها من جهة الشرق والشمال ثمّ يستدير حولها غرباً، وقد أشار السيّد البراقي في كتابه تاريخ الكوفة إلى أنّ :منزل نوح وقومه في قريةٍ على متن الفرات مما يلي غرب الكوفة وربمّا كان المَعني بذلك هذه الحصوة بالذات.
يقول الباحث عدنان المسعودي في كتابه أضواء على تاريخ كربلاء : (وتمتد هذه المستوطنة من حصوة إمام نوح حتى تلال (أبو رقيبة) في مقاطعة اللّايح و خير الدين، ويمكن أن يرجع تاريخ الاستيطان فيها إلى أقدم العصور البابلية، وربما يرتبط اسم هذه المستوطنة برواية الطوفان التي تتوارد من العهود السومرية مروراً بعهود السبي البابلي المتأخر، خصوصاً وأنّ اسم إمام نوح يذكّرنا باسم بطل قصة الطوفان التوراتي (نوح) والذي جاء ذكره في القرآن الكريم).
وتظهر للأهالي من هذه المستوطنة الأثرية منذ قديم الأيام- وفي أثناء سقوط الأمطار - أنواع مختلفة من الفرشي وكذلك عدد كبير من الفخاريات كبيرة الحجم والمستخدمة كتوابيت لدفن الموتى.