تحديث
27/12/2018 5:07 مساءا

ارتبط اسم العباس - عليه السلام - بنهر العلقمي، فقد عُرف ببطل العلقمي في التاريخ والأدب. فما قصة نهر العلقمي واين هو؟
قال العلّامة حرزُ الدين: (هو نهرٌ يتفرّعُ من شطِّ الفرات ويمرُّ بأرضٍ من الطَّف (كربلاء) ثم منطقة التاجيّة ثم بارق وكان قديماً يصلُ إلى الحيرة ويميلُ إلى جهةِ الجَنوب). معارف الرجال، لحرز الدين: ج1 ص 97.. ويصل إلى منطقة ذي الكفل، فقد جاء في كتاب معارف الرجال: (.. وذي الكفل اليوم على الفرات ويقرب منه شُعبة من نهر العلقمي إلى جهة الشَّرق بحدودِ فرسَخ، وهو نهرٌ قديمٌ مندرسٌ وعليه نُخيلات تسمى النُّخيلة بالتصغير) معارف الرجال :ج3 ص 176.
وعلى أيَّة حال فإنَّه يُروى أنَّ العباسَ - عليه السلام - استشهد على نهر العلقمي عند رجوعِه من ملء القِرَبِ من شطِّ الفرات. وقال السيد محمد الشيرازي: (وقد رأيتُ أنا هذا النَّهرَ قبل نصف قرنٍ في طريق بغداد مُبتعداً عن كربلاء بمقدارِ نصف فرسَخ). أم البنين -عليها السلام- ، للشيرازي : ص34.
وهذه الشهادة تؤكد أنّ نهرَ العلقمي جفَّ قبل مئة سنة تقريباً، ولجفاف نهر العلقمي أسباب حتما، منها:
الأوّل: كما يذهب إليه السيد بحر العلوم في كتابه(تحفة العالم )ج2 في رأي ونصّه: العلقميُّ أسمُ نهرٍ أقتُطع من الفرات إلى كربلاء ومنه إلى الكوفة، وكان هو الباعث على عمران مدينة الكوفة وفيها أثره إلى الآن ظاهر قرب مرقد أبي الفضل العباس - عليه السلام - وقد بلغ ابن العلقمي أنَّ الإمامَ الصادق- عليه السلام - لمّا زار جده الحسين - عليه السلام - خاطب النهر بأنَّك منعتَ ماءَك عن جدّي الحسين - عليه السلام - وأنتَ إلى الآن تجري. فسعى ابنُ العلقميِّ في تخريب سدَّةِ النهر ممّا أدى ذلك إلى انطمار نهرِ الكوفة وهو السبب في اشتهارِهِ بنهر العلقمي.
وفي كتابِ الكبريت الأحمَر: عن السيّد مجد الدّين محمّد المعروف بمجدي من معاصري الشيخ البهائي في كتابِه زينة المجالس المؤلَّف سنة 1004: " إنّ الوزيرَ السعيدَ ابن العلقمي لمّا بلغه خطابُ الصادق - عليه السلام - للنهر: " إلى الآن تجري وقد حُرم جدي منك" أمر بسدّ النهر وتخريبه، ومن أجله حصل خراب الكوفة، لأنّ ضياعها كانت تُسقى منه .الكبريت الأحمر:ج2 ص112.
الثاني : وهناك رأيٌ آخر يقول إنَّ اندثار نهر العلقمي بسبب عوامل البيئة وكثر الرِّمال. وما أجمل ماقاله الشاعر في قصيدته وقفةٌ على نهر العلقمي:
من ها هنا العباسُ مر َّمدويَّاً
|
|
|
بجموعِهم قد مرَّ كالإعصارِ
|
من ها هنا مرَّ المُطهّم مُقبلاً
|
|
|
متوجِّهاً صوب الفراتِ الجاري
|
العلقمي وكلُ شيئٍ ها هنا
|
|
|
تُنبيك حربَ الضَّيغمِ المغوارِ
|
|
|
|
ملأ الصَّعيدَ جَماجماً وبها مضى
|
|
|
يفري الرِّقابَ بِصيقل ٍ بتّارِ
|