تحديث
27/12/2018 9:48 صباحا
دور اهل الشام
في معركة كربلاء
الجنود التابعة للجيش الشامي وكتائبه التي حضرت معركة كربلاء،وكان لهم عدة أدوار في معركة كربلاء رصدها لنا التأريخ:
الدور الاول للكتائب الشامية: من حيث العدد وإمكانية التضييق على الإمام الحسين - عليه السلام - . ينقل لنا العلامة ابن شهرآشوب المازندراني شيخ الشيعة كما يقول ابن حجر في ترجمته، يقول: شيخ الشيعة وفقيه الشيعة في زمانه،يقول، وهذا نص خطير طبعاً ينبئ عن طبيعة تركيبة ذلك الجيش الذي أتى لقتل أبي عبد الله، قال:(وبعث ابن زياد شمر بن ذي الجوشن في 4 آلاف من أهل الشام). لاحظ، بعض النصوص التي نقلناها أن هؤلاء الذين أتوا بعضهم من الديالمة مثلاً أو من غيرهم، الآن ابن شهرآشوب يقول: 4 آلاف مقاتل كلهم من أهل الشام، وهذا وظيفته التضييق على أبي عبد الله - عليه السلام - ..
الدور الثاني للكتائب الشامية: التي أتت لحرب أبي عبد الله - عليه السلام - .، الإشراف على قضية الإجهاز على أبي عبد الله - عليه السلام - . وقتله , وهذا نص بين يدي رواه الشيخ الصدوق، قال:( وأقبل عدو الله سنان بن أنس الإيادي وشمر بن ذي الجوشن في رجال من أهل الشام)، يعني لم يكن هناك تواجد للقيادات العسكرية فحسب ، بل الظاهر انه كان معهم جهد استخباراتي شامي بيزنطي، هؤلاء كلفوا بمهام خاصة، مثلما تسمى اليوم الفرق الخاصة التي تقوم بعمليات معينة لقتل الناس وللترويع والتصفية، فقال بعضهم لبعض: ما تنظرون؟ أريحوا الرجل! يعني آخر لحظات أبي عبد الله، رجال من أهل الشام هؤلاء يتناغمون مع المنظومة الاستخباراتية للدولة الرومانية، يجهزون على أبي عبد الله - عليه السلام - .، يعني انظر إلى هذا الدور القذر التي تبنه الكتائب الشامية، وللأسف لم يسلط الضوء عليهم، وكلما تكلم متكلم يقول: نعم ان الشيعة قتلوه، وبعدها يبكون عليه! طيب لماذا لاتذكرون هذه النصوص!!
الدور الثالث للكتائب الشامية وافرادها: هنالك مهام خاصة تمثلت في الإيعاز إلى رجالات من كتائب أهل الشام للقيام بمهام خاصة جداً، هذه المهام وظيفتها تصفية قيادات الجيش الحسيني، القيادات الكبيرة التي لها ثقل كبير.
ابن عبد ربه في (العقد الفريد) قال: ورأى رجل من أهل الشام، عبد الله بن الحسن بن علي أي ابن الإمام المجتبى - عليه السلام - . وكان من أجمل الناس وجهاً، بأبي هو وأمي، فقال: لأقتلن هذا الفتى([1]). يعني هذا الرجل الشامي وإن لم يصرح باسمه، لكن مهمته الخاصة هي في أن يأتي إلى القيادات الفاعلة الدور في كربلاء او الى ابناءهم ويقوم بقتلها، وهذا نص واضح جداً في قتله.
الدور الرابع للكتائب الشامية وافرادها: لم يكتفوا بالقتل أو الإجهاز بقتل أبي عبد الله أو التضييق عليه، بل كان بعض رجالات الكتائب الشامية تقوم بدور دبلوماسي من أجل استمالة بعض الناس بالأموال، أو بالترغيب أو بالمناصب، وهذا النص الذي بين يدي لابن سعد في (الطبقات)([2]) ص73 في التاريخ الخاص بأبي عبد الله، قال:( ودعا رجل من أهل الشام، علي بن الحسين الأكبر، وأمه آمنة بنت أبي مرة الثقفي، وأمها بنت أبي سفيان بنت حرب، فقال: إن لكل في أمير المؤمنين قرابة ورحما، فإن شئت آمناك وامضي حيث ما أحببت! يعني قضية الأمن والأمان، دبلوماسية الأمان الذي أعطاها آل أمية ليس فقط للعباس وإخوته، أيضاً لعبوا على وتر آخر، أنه حاولوا أن يستميلوا القائد العظيم علي الأكبر - عليه السلام - .، فإن شئت آمناك وامضي حيث ما أحببت، فقال: أما والله لقرابة رسول الله ’ كانت أولى أن تراعا من قرابة أبي سفيان، ثم كر عليه علي الأكبر)! إذن هذا أيضاً له دور دبلوماسي، غير قضية القتل أو الرصد أو التضييق
الدور الخامس للكتائب الشامية وافرادها: أنه أيضاً من ضمن هذه الكتائب تبنت دوراً في اختطاف بعض الشخصيات، أو محاولة الإساءة إليها، يعني لدينا اكثر من نص هاهنا:
النص الأول: يذكره صاحب -المناقب- يقول: عندما صاح القاسم بن الحسن: يا عماه، حمل الحسين على قاتله عمرو بن سعيد الأزدي فقطع يده، يقول: وسلبه أهل الشام من يد الحسين! هذه كتائب وظيفتها فيما اذا تعرض أحد رجالات آل أمية يتعرض للقتل أو يهجم عليه الحسين - عليه السلام - .، مباشرة يتدخلون ويحاولون استنقاذه، او يسلبون جثث اعدائهم وهذه أدوار عجيبة، يعني كأنما اليوم الفرق القتالية المتدربة وفق أنظمة متطورة من القتال.
النص الآخر: أيضاً من النصوص العجيبة هي محاولة اختطاف الإمام زين العابدين- عليه السلام - .، الذي أشار إليها صاحب عيون الأخبار الدنيوري في ص106 من كتابه يقول:( ولما كنت في علتي وشدتها، رأى ما بي عمر بن سعد، فأعرض عني، فبقيت مطروحاً لما بي، فأتاني رجل من أهل الشام فاحتملي فمضى بي)! لاحظ، نحن الآن على الرغم من تحفظنا على بعض النصوص التي جرت، لكن لاحظ، هذا رجل من أهل الشام لا يتدخل في القتال، ولا توكل اليه مهمة دبلوماسية معينة، لكن هذا يذهب عند اول لحظات انتهاء الحرب مع الحسين - عليه السلام - .، ليسيء للإمام السجاد - عليه السلام - ..
([1]) ابن عبد ربه، >العقد الفريد< ج5، ص125.
([2]) ابن سعد في >الطبقات< ترجمة الامام الحسين × ص73.