عقيل الحمداني كيف دفن شهداء معركة كربلاء حول الضريح ام في حفرة خاصة ؟

    الابحاث والمقالات

    كيف دفن شهداء معركة كربلاء حول الضريح ام في حفرة خاصة ؟

       
    915 مشاهدة   |   0 تقييم
    تحديث   27/12/2018 9:36 صباحا

    دفن الشهداء السعداء

    اختلف اهل التاريخ في وقت دفن الشهداء السعداء على رائيين:

    1. ان الشهداء دفنوا ومنهم العباس -عليه السلام - بعد مقتلهم بيوم واحد, اي في اليوم الحادي عشر من محرم سنة 61 هجرية.

    2. انهم ـ دفنوا ـ بعد رحيل ابن سعد ,كما نص على ذلك الشيخ المفيد في ارشاده (ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بني اسد كانوا نزولا بالغاضرية الى الحسين -عليه السلام - واصحابه فصلوا عليهم ودفنوا الحسين في حيث قبره الان ... ودفنوا العباس بن علي ’ في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الان)([1]).

    فقد شاع على ألسنة المؤرخين واقتبسه منهم الشعراء أن الحسين -عليه السلام - بقي ثلاثة ايام بلا دفن وقد يتوهم المتوهم من قول الطبري وابن الأثير وأبن كثير من مؤرخي السنة وهما ناقلان عن الطبري، ومن كلام الشيخ المفيد وأبن شهر آشوب وأبن طاووس من مؤرخي الشيعة أن بني أسد دفنوا الشهداء بعد قتلهم بيوم كما سمعت نص الطبري فيرى أن دفن الشهداء يوم الحادي عشر وهذا خطأ محض قد نص أهل هذا القول على ارتحال عمر بن سعد لعنه الله بعد إكمال اليوم الحادي عشر، أنظر قول الطبري في التاريخ بعد أن ذكر أنه أرسل رأس الحسين -عليه السلام - يوم مقتله إلى أبن زياد قال( وأقام عمر بن سعد يومه ذلك والغد ثم أمر حميد بن بكير الأحمري فإذن في الناس بالرحيل إلى الكوفة، )([2]) ومثله قال أبن الأثير وأبن كثير.

    وأنظر قول الطبرسي (رحمه الله) في إعلام الورى: (وأقام هوـ يعني أبن سعد ـ بقية يومه واليوم الثاني إلى الزوال ثم نادى في الناس بالرحيل وتوجه نحو الكوفة)([3]).

    يقول الشيخ المظفر قدس سره : وهنا نفهم أنه لا يتم لهم رحيل إلا ليلة الثانية عشر ولا تبلغ الأخبار برحيلهم إلى بني أسد إلا يوم الثاني عشر لانقطاع المارة هيبة ورهبة للجيش فإن كانوا في حيهم نزولاً فقد يجوز أنهم دفنوهم في اليوم الثاني عشر وهو ثالث يوم قتلهم فيكون بقاؤهم بلا دفن يومان ونصف، وإن كانوا في البادية قد فروا من وجه جيش عمر أبن سعد لعنه الله على ما هو لمروي والعمل عليه اليوم فيكون رجوعهم إلى حيهم يوم الثاني عشر بعد التيقن لارتحال الجيش فيعودون مساءاً يعني ليلة الثالث عشر ويغدون صباحاً على دفن الشهداء لا يكون ذلك الوقت إلا وقت فراغهم من إصلاح منازلهم فتكمل ثلاثة أيام ملفقة وهذا هو الموافق لما نص عليه أبو حنيفة احمد بن دواد الدينوري. قال في الأخبار الطوال: واقام عمر بن سعد لعنه الله بعد مقتل الحسين -عليه السلام - يومين ثم أذن في الناس بالرحيل([4]).

    يقول الشيخ المظفر في كتابه بطل العلقمي: (تصرح الأحاديث أن الشهداء حفرت لهم حفيرتان: واحدة للعلويين مما يلي رجلي الحسين -عليه السلام - والثانية لأنصارهم خلف حفرته كما صرحت أخبار اُخر أن الحائط او الحائر على الأصح محيط بهم ولأجل أن نفقه رمز مجموعة الأخبار لتستنتج فهيا صورة واضحة نفهم منها امتداد هذه الحفرة غلى أين ينتهي يجب علينا أن نفهم عدد هؤلاء الشهداء بالضبط وكيفية الدفن.

    لا ريب أن أقل ما روي في شهداء بني هاشم ثمانية عشر إنسان، وفي الأنصار سبعين، هذا هو المتيقن لأنه أقل الأقوال ويتفسح في جانب الكثرة، فإذا قلنا أن الدفن هو الشرعي لا أنهم جمعوهم جمع الحاجيات في المستودعات فلا بد أن يشق لكل واحد في الحفيرة ضريح لا يقل عرضه عن متر واحد فإذا قست ثمانية عشر متراً من رجلي الحسين إلى الرواق الشرقي استوعبت قبور الهاشميين الرواق الشرقي كله وربما أخذت من الصحن شيئاً إذ مسافة الساحة من رجلي الحسين إلى الرواق الشرقي لا يزيد عن هذا المقدار إن لم تنقص عنه.

    وإذا انتقلنا إلى حفرة الشهداء كذلك بجعل الواحد إلى جنب الآخر نحتاج إلى سبعين متراً مبدئين بضريح حبيب بن مظاهر إلى سور الصحن الشرقي إن لم ينقص عن هذا المقدار فلا يزيد عليه فعندي من هذا الاستنتاج أن مساحة مراقد الشهداء أوسع من هذه الدائرة الضيقة المحصورة في الرواق الحسيني ولا يعقل أن يجزم بها إلا على إلغاء الدفن الشرعي وجعلها مستودعات للجثث الواحدة فوق الأخرى كمستودعات أكياس الحبوب وهذا ما لا يجوز التفوه به ومحال أن يفعله الإمام زين العابدين بل حتى لو اقتصرنا على الأسديين محال أن يفعلوا ذلك وهم عقلاء مسلمون أنهضتهم حمية الدين واقامتهم غيرة الإسلام على مواراة خير رجاله ونخبة أبنائه أن يستهينوا بهم يقذفوا بهم في الحفر كما تقذف السلع في المستودعات، وفيهم من رهط النبي ومن عباد الله الصالحين أهل النسك والزهد والعبادة، هذا علمي ومنتهى دقة فكري، ولكل ما أرشده إليه عقله وتفكيره فليعمل من شاء فكره الدقيق ليظهر له ما ظهر لي وأرجو من الله التسديد).

     

     


    ([1]) المفيد، الإرشاد ص258.

    ([2]) الطبري، تاريخ الطبري ج6ص262.

    ([3]) الطبرسي، إعلام الورى ص148.

    ([4]) الدنيوري، الأخبار الطوال, ص256.



    comments تعليقات

    الاسم

    البريد الالكتروني

    نص التعليق
    0/2000




    جميع الحقوق محفوظة لدى شركة ميديا لايف
    3:45