تحديث
29/06/2018 3:23 مساءا
قال أرباب التاريخ و المقاتل و السير : ولما رأى العباس بن علي ع كثرة القتلى في أهل بيته دعا إخوته الثلاثة من أم البنين وهم عبدالله و عثمان و جعفر – وكان أكبر إخوته سنّا- ثم قال لهم : تقدموا يا بني أمي حتى أراكم قد نصحتم لله و لرسوله فإنه لا وُلدَ لكم.
و وردت في رواية أخرى أن العباس ع قال لإخوته : (تقدموا بنفسي أنتم فحاموا عن سيدكم حتى تموتوا دونه. فتقدموا جميعا فساروا أمام الحسين ع يقونه بوجوههم و نحورهم).
ويبين المرحوم العلامة السيد عبدالرزاق المقرم في كتابه (قمر بني هاشم) العلة في تقديم العباس أخوته للقتل و يقول:
لو تأملنا جيدا في تقديمه إياهم للقتل لعرفنا كبر نفسه و غاية مفاداته عن أخيه السبط فلذة كبد النبي ‘ و مهجة البتول فإن من الواضح البيّن أن غرضه من تقديمهم للقتل:
1- إما لأن يشتد حزنه و يعظم صبره و يرزأ بهم و يكون هو المطالب بهم يوم القيامة إذ لا ولد لهم يطالبون بهم.
2- و إما لأجل حصول الإطمئنان و الثقة من المفادات دون الدين أمام سيد الشهداء ع و أنه رام أن يتعرف مقدار ولائهم لقتيل العبرة و هذا إرفاق منه ع بهم و حنان عليهم و أداء لحق الإخوة بإرشادهم لما هو أصلح لهم.
3- و إما لأجل أن يكون غرضه الفوز بأجر الشهادة بنفسه و التجهيز للجهاد بتقديم إخوته ليثاب أيضا بأجر الصابرين و يحوز كلتا السعادتين.
وذكر العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار أن عثمان هو أول من برز للقتال و استشهد ثم جعفر ثم عبدالله.
قلنا : وهناك امر آخر انه اراد العباس ع وهو ان يضرب الامثولة الكبرى لكي يستفيد الناس من عظم عطاءات العباس ع ويكون قدوة في الايثار وتقديم القرابين للدين الحنيف فقد شابه العباس ع بهذا الامر فعل النبوة بفداء ابراهيم الخليل ع بولده اسماعيل فداءا للكعبة والعباس ع قدم اخوته الثلاثة بدمائهم الزواكي فداءا للدين والكعبة والقيم والانسانية والاسلام الاصيل المتجسد في ال محمد ص .