تحديث
29/06/2018 3:20 مساءا
صفحة من مظلومية سيدنا العباس ع الفكرية
ولأنه جزء من اهل البيت ع الذين ظلموا ظلامة لم ير التاريخ لها مثيلاً , فهم مظلومون منذ ولادتهم من قبل السلطات الحاكمة وكتاب التاريخ اصحاب الاقلام المأجورة وابناء المجتمعات التي لا تؤمن بإمامتهم . .واحدى صفحات سجل مظلومية اهل البيت ع هو محاولات التعتيم الاموية والعباسية والعثمانية ,والبعثية والسلفية واليهودية على نشر فضائلهم ومناقبهم ومحاولات التعريف بهم وتجلى لك في عدة امور:
منها: التشكيك بالصحيح من مناقبهم و معجزاتهم.
ومنها : الطعن في الكثير من افعالهم الحكيمة بحجة او بأخرى ,ومنها قله الكتب المؤلفة عنهم.
فخذ اليك مثلا ان عدد الكتب المؤلفة عن فاطمة الزهراء ÷ منذ استشهادها الى اليوم لا يتجاوز الف كتاب. كما نقل ,بينما نجد عدد الكتب المؤلفة عن اقبال اللاهوري الفيلسوف اكثر من خمسة الاف كتاب !!
ونجد نفس الظلامة تقع على سيدنا العباس ع اذ يوجد قلة اهتمام من قبل اصحاب الاقلام الرشيقة في تأليف الكتب النافعة عنه ع ودراسة حياته والاستفادة من الدروس الذهبية فيها, ولندع الكلام للسيد عبد الرسول الموسوي متكلما عن هذه الظلامة:
(لماذا هذا الكتاب سؤال يطرح نفسه عند الكثيرين مما يرون تكرار بعض المؤلفات او البحوث والدراسات مع اختلاف المؤلفين ورؤاهم بقولهم تبذير للمال وتضييع للوقت ,وملئ رفوف المكتبات بالتفاهات المزعجة للروح الشفافة والجواب على ذلك: هل يوجد على هذه الكرة الترابية كتابا اغلى واثمن من القرآن الكريم نحن نرى في كل يوم صفحات من كلام الله العزيز وترى فيه الكثير من آيات المتكررة بأسلوب بديع. لست ادري لماذا يعيب البعض علينا كل هذا التكرار لكنهم يتناسون ان يوجد نحو 5000 عنوان لمؤلفين مختلفين في اللون واللغة كتبوا عن الفيلسوف الهندي محمد اقبال اللاهوري ,وهل الكتابة عن اللاهوري ستحقق للدين الاسلامي مسارا اخر يمكن من خلاله انتماء عدد اكبر من الناس الى هذا الدين. اظنك تعرف ان مؤلفات الكاتبه الرومانسية الانجليزية اجاثا كريستي قد ترجمت الى عشرات اللغات وقد تجاوزت طبعاتها الملايين (اجاثا كريستي انجليزية المولد والنشأ لها 120 رواية رومانسية ترجمت رواياتها الى 103 لغة وبيع من كتبها اكثر من 650 مليون نسخة. ) وهل ترجمة امثال هذه الكتب ستحقق طفرة نوعية في اخلاق البشر, لماذا هذا الاصرار من قبل البعض على توجيه النقد الساخن لمن يكرر في الكتابة عن عظماء الاسلام او يستهزأ بكتاباته وهل تعريف اولئك العظماء فيه عيب ونقص. عندما اكتب ويكتب المؤلفون عن شخصية ابي الفضل ع ونكرر في الكتابة عن هذا البطل العظيم والشخصية الفذة انما نريد ان يعي اولئك الناقدون وينتهون من غفلتهم من ان هناك عظماء ولكن ليسوا نجوم سينما او شخوص روائية بل انما كانوا وجودا حيا في هذا العالم عاشوا ووهبوا ونذروا كل وجودهم بعد ان قدموا الارواح رخيصة تجاه المبادئ السامية...) ([1]).
قلنا: ومن هنا نوجه دعوة فيه لله رضا وللناس صلاح, ان يكتب اصحاب الاقلام والفكر عن حياة عظماء الاسلام وائمة اهل البيت ع ولا سيما الزهراء المظلومة ع وساداتنا من ذريتهم, لا سيما سيدنا العباس ع التي لم تتجاوز المؤلفات عنه حسب اطلاعي المائة مؤلف ما عدا المخطوط منها. ولذا يلزم نشر ثقافة وافكار ورؤى العباس ع ومنطلقاته الفكرية كي يستلهم منها جيلنا اعظم الدروس والعبر..
([1]) هل اتاك حديث العباس ع 6- 9 بتصرف.