عقيل الحمداني هل يجوز ان نطلق كلمة امام على سيدنا العباس ع ؟

    الابحاث والمقالات

    هل يجوز ان نطلق كلمة امام على سيدنا العباس ع ؟

       
    1384 مشاهدة   |   0 تقييم
    تحديث   29/06/2018 3:14 مساءا

    هل كان العباس ع اماما؟

    نسمع كثيرا ما يقول الناس عن العباس الشهيد ع بأنه (الامام العباس), فهل كان العباس اماما كما يقولون وهل يمكن اطلاق لفظ الامام على العباس ع؟

    في اللغة العربية كما في بقية اللغات الحية, يوجد لكل لفظ معنى مقصود, ولابد من معرفة  معنى لفظ (امام) في اللغة العربية ,ففي المفردات للراغب (الإمام: المؤتم به إنسانا، كأن يقتدى بقوله أو فعله، أو كتابا أو غير ذلك، محقا كان أو مبطلا، وجمعه أئمة) ([1]).وفي الصحاح: (الإمام: الذي يقتدى به، وجمعه أئمة) ([2]). وفي لسان العرب: (يقال إمام القوم، معناه هو المتقدم لهم، ويكون الإمام رئيسا، كقولك: إمام المسلمين) ([3]).

    والقران الكريم اشار بصريح العبارة الى هذه الحقيقة فأكد وجود (ائمة )هم قدوة للحق وللإنسانية ,وان هنالك (ائمة)ضلالة وتيه وانحراف , ففي اية يشير الى ائمة الحق قال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}(الأنبياء/73)، وقال في مكان آخر: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}(القصص41).

    المهم لدينا المعنى الاول ,ائمة الحق ودورهم في الاسلام ,و الإمامة عند الشيعة الإمامية فهي: زعامة و رئاسة إلهية عامة على جميع الناس، و هي أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، و هي لطف من ألطاف الله تعالى، إذ لا بد أن يكون لكل عصر إماما و هاديا للناس، يخلف النبي في وظائفه و مسئولياته، و يتمكن الناس من الرجوع إليه في أمور دينهم و دنياهم، بغية إرشادهم إلى ما فيه خيرهم و صلاحهم. قال بعض الكتاب: ان الإمامة ليست إلا استمراراً لأهداف النبوة و متابعة لمسؤولياتها، و لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفترض الطاعة منصوب من قبل الله تعالى، و ذلك لقول الله تعالى: {. . إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } أجمع الشيعة أن الانتخاب في الإمامة باطل، والاختيار فيها مستحيل، فحالها كحال النبوة، ليس بيد الأمة، ولا بيد أهل الحل والعقد فكما أن النبوة لا تكون بإيجاد الإنسان ورغبته كذلك الإمامة، لأنّ العصمة التي هي شرط من شروط الإمامة عند الشيعة، لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، المطلع على دخائل القلوب وخفايا النفوس، فهو عزّ وجلّ وحده يمنحها لمن يشاء من عباده ويختاره لمنصب الإمامة والخلافة.

    فالنبوة والإمامة، كونهما منصباً إلهياً فإن تعيينهما من مختصاته تعالى ولا يجوز فيهما الترشيح والانتخاب. وقد أعلن ذلك في القرآن الكريم. قال تعالى{ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ}.

    والخلاصة: ان الأئمة ع عندنا هم المنصوص عليهم بالإمامة وهم الأئمة الأثني عشر ع فقط والعباس ع ليس منهم حسب ما قدمناه وإن كانت له منزلة عظيمة تقارب منزلة المعصوم. ونحن نطلق على العباس لفظ (سيدنا) وإذا أطلق عليه لفظ الإمام بمعنى المقتدى به فليس المقصود الإمام المعصوم المنصوص عليه بالإمامة.

     


    ([1])المفردات ,للراغب الاصفهاني ص 20.

    ([2])الصحاح ج5، ص 1865..

    ([3])لسان العرب، ج12، ص 26.



    comments تعليقات

    الاسم

    البريد الالكتروني

    نص التعليق
    0/2000




    جميع الحقوق محفوظة لدى شركة ميديا لايف
    3:45