تحديث
08/04/2018 3:02 مساءا
خبز العباس والبكاء على الحسين ع بين الاله تموز ورسول الله صلى الله عليه واله
ومن عجيب المقالات التي قراتها في مواقع الشبكة العنكبوتية مقال لرجل مدعو عبد الله بن سبا فقد كتب في مدونته ما يلي :يظنُّ "الشيعة" خصوصاً في "العراق" أنَّ "خبز العباس" يحمل نوعاً من القداسة, أو على الأقل فهو "إسلامي المنشأ".. وهناك قصص مكتوبة وشفهية, حول "خبز العباس". ويضيف بلا قرينة او دليل تاريخي بل تخرص :
ولكن ما لا يعرفه "الشيعة" خصوصاً (العوام) أنَّ "خبز العباس" وتقديم الأطعمة على اختلافها في مناسبة عاشوراء (والتي كما وضحتُ سابقاً 95% من طقوسها هي نفسها طقوس البكاء السنوية التي كانت تقام على الإله "تموز" Tammuz أو "أدونيس" Adonis) لا علاقة له بـ"العباس" أو "الحسين" أو "كربلاء" أو غيرها. وهو تقليد قديم متبع, وموجود عند معظم شعوب المنطقة, في العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين ومصر, وفي أوروبا وآسيا وغيرها, ووجد عند "المسيحيين" أيضاً.., ويدعي شيئا اخر بلا دليل :
فيقول : أما أصل هذا "الخبز" وأصل "عملية توزيع الطعام, كالهريسة مثلاً" تعود إلى ذكرى "مقتل أدونيس", الذي قلنا إنَّ "الحسين" حسب الرواية الشيعية, هو نفسه "أدونيس" مع فروق بسيطة, وأنَّ "طقوس عاشوراء" هي نفسها "طقوس البكاء على أدونيس"إذاً, فإننا نعود مرة أخرى إلى "أدونيس" أو "تموز", فقد كانت النساء السوريات والعراقيات في العصور القديمة, يصنعن هذا النوع من "الخبز" ويقمن بتوزيعه في ذكرى "مقتل أدونيس".وقد أخذ "المسيحيون" بهذا, وفي ذكرى "صلب المسيح" كان يخبز هذا "الكعك" أو "الخبز" إحياءً لذكرى "المسيح"..ويختم مفترياته بهذا القول : ورغم دخول الإسلام إلى العراق, فقد ظلت العادات والتقاليد العراقية القديمة على حالها, وكانت بعض "الخرافات الشعبية" و"الممارسات الجماعية" لدى "العراقيين" كـ"طقوس البكاء الجماعي على أدونيس, والتي أصبح اسمها عاشوراء الحسين" و"بعض الطقوس الجماعية الشعبية البسيطة كـ"خبز أدونيس" أو "تموز" باسمه القديم و"خبز المسيح" باسمه الحديث في تلك الفترة, والذي أصبح اسمه لاحقاً "خبز العباس" وغيرها, ما يزال معمولاً بها على نفس الوتيرة, أو لم يتغير عليها الشيء الكثير..
قلنا : عليك ايها الكاتب بمراجعة ولو بسيطة, ان كنت مثقفا بثقافة العلم والبحث ارجع الى صحاح المسلمين كي تعرف حجم اكذوبتك بوصفك البكاء على الامام الحسين ع بانه اسطورة بابلية فهل اخذ رسول الله ’ شعيرة البكاء عن البابليين عندما بكى على ولده الحسين ع في عدة مرات في حياته؟. بل واقام المجالس والمأتم على ولده الحسين ع في حياته وقصدنا بإقامة المجالس اي رواية مصيبة الحسين ع لأصحابه او لزوجاته فيبكون بأجمعهم وهذه قضية بكاء جماعي وليست على ادونيس او غيرها .ونحن تعلمنا البكاء على الحسين ع من رسول الله ’فقد رويتم وروينا أنه أخبر بأن الأمة ستقتل ولده الحسين ع وبكى عليه قبل مقتله بأكثر من خمسين سنة ! وحديثه عندكم صحيح على شرط الشيخين البخاري ومسلم ، ومع الأسف أنهما لم يخرجاه ! قال الحاكم في المستدرك: (، عن أم الفضل بنت الحارث ، أنها دخلت على رسول الله ’ فقالت : يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة ! قال : وما هو ؟ قالت : إنه شديد ، قال : وما هو ؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري ! فقال رسول الله ص واله: رأيت خيرا تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فيكون في حجرك ، فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله ص واله فدخلت يوما إلى رسول الله ص واله فوضعته في حجره ، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله ص واله تهريقان من الدموع ! قالت فقلت : يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك ؟ قال : أتاني جبريل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا ! فقلت : هذا ؟ ! فقال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء ! هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) ([1]) .انتهى .
فالعجيب أنكم لا تواسون النبي ص واله ولا تقيمون مجلس العزاء على سبطه وريحانته ، وقد بكى هو عليه ، وأنزل الله عليه سيد ملائكته جبرئيل ع ليخبره بمصيبته به ، وبجريمة الأمة في حقه وأتى له بتربة من أرض كربلاء المقدسة التي سيقتل فيها !
ثانيا : كأنكم لا تعرفون أن العاطفة على الأنبياء وأولادهم وأوصيائهم ^ عبادة وسنة ، ولم تقرؤوا قوله تعالى في بكاء يعقوب على يوسف : { وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } ( يوسف : 84 ),وهل تعلم أن الأصل في الأشياء عندنا أنها الحلية ، لقاعدة : ( كل شيء لك حلال حتى تعلم أنه حرام ) ، فيجوز أن تقام مجالس التعزية على الحسين ع حسب أعراف الناس في البلدان والأزمان ، ما لم تتضمن محرما شرعيا .
واما حديثك عن خبز العباس ع فهو تراث شعبي يقدم باسم الله تعالى وبثواب ذلك الشهيد وتقترن مناسبة «عاشوراء» بإعداد هذا الخبز وتوزيعه. ويعقب التوزيع دوماً تبادل الدعوات إلى الله لإشاعة الفرح والهناء وراحة البال. ولم يقل احد من علماءنا بحرمة فعله ولا بشركيته كما يزعم حاخامات الوهابية بدون ادنى دليل لديهم من الشرع الحنيف.
([1]) الحاكم في المستدرك ج 3 ص 176.