تحديث
19/03/2018 3:41 مساءا
من سنن الله تعالى في هذا الوجود سنة العدل الالهي الكبير, وبنص تعبير القران { مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ } سورة النساء – 123. وهكذا فقد نال اعداء العباس ع عقوباتهم في الدنيا قبل الاخرة ,سواء الذي باشر قتله بيديه امثال الطائي والكلبي او حتى الذي اساء الى جسد ورأس العباس ع ولنا ما يؤيد ما ذهبنا اليه.
ففي التاريخ نقرأ: (ابلغني هشام بن محمد بن الاصبغ المجاشعي: انه لما اتى بالرؤوس الى الكوفة اذ بفارس من احسن الناس وجها ,قد علق في لبان فرسه راس غلام كأنه القمر ليلة تمامه. و الفرس يرمح فاذا طأطأ رأسه الحق الراس بالأرض. فقلت رأس من هذا؟ . قال: رأس العباس بن علي بن ابي طالب ع. فقلت: ومن انت؟ , قال: انا حرمله بن كاهل الاسدي. فلبثت اياما واذا بحرملة ووجهه اشد سواداً من القير, فقال: رايتك يوم حملت الرأس ما في العرب انضر منك وجها ولا ادري اليوم اقبح ولا اسود وجها منك. فبكى حرملة وقال: والله منذ حملت الرأس الى اليوم ما تمر علي ليلة الا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي الى نار تؤجج فيضعاني فيها وانا انكص فتلفحني كما ترى ثم مات على اقبح حال ). ([1])
قلنا: النص يثبت ان راس سيدنا العباس ع في عملية قطع الرؤوس وحملها كان من حصة المجرم حرملة بن كاهل الاسدي. .وانظر الى ما فعله الله تعالى بهذا المجرم فغير خلقه , ومسخ نضارة وجهه. مما يؤكد على ان من اثار الذنوب انها تسود الوجه وتورد موارد الهلكة والخسران المبين.
([1]) تذكرة خواص الامة, لأبن الجوزي. ص 114.