تحديث
19/03/2018 3:38 مساءا
يقول المرحوم آيتي في محاضراته التي القاها في الجمعية الدينية الشهرية بعنوان منهج التبليغ والتي نشرت في مجله الجمعية (ج2 ص 160 ) :>قرأت نقدا نشر لاحد الاشخاص في صحيفة اطلاعات موجها الى وضع الحكومة ,واجهزة السلطة يعرض فيه لموظفي الدولة بان اغلبهم اما يفتقد الى الكفاءة وغير نظيف ,وفي الوقت الذي نحن بحاجة الى افراد سالمين واكفاء. وقد عرض الموضوع بهذا الشكل في الصحيفة ان اكثر رجالنا وموظفينا اما من نوع الشمر او من نوع الامام زين العابدين العليل في حين ان بلد اننا اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى رجال من نوع العباس اي رجال اكفاء وسالمين في الوقت نفسه .. ).
وان كانت لنا نقطة اعتراض حول تشبيه الرجال اصحاب العجز في العمل وعدم امتلاك القدرة بالأمام زين العابدين ع. وحاشاه وهذه اساءة تؤخذ على الكاتب تجاه امامنا زين العابدين ع, ونحن بحاجة الى امثال زين العابدين ع والعباس في مثل هذه اليوم...والنصوص تثبت ان الامام السجاد ع لم يكن عليلا الا يوم عاشوراء .اما قبل يوم عاشوراء فهنالك نصوص نقلت انه كان من المقاتلة بين يدي الامام الحسين ع او كان مستعدا للقتال ومتهيئا له لولا مرضه المفاجئ في كربلاء والا لا دليل يثبت ان الامام السجاد ع كان مريضا منذ خروجه من المدينة وانما تمرض في ليلة العاشر ويومها الدموي .
جاء في كتاب جهاد الامام السجاد ع ص 43 وما بعدها :
لقد حضر الإمام السجّاد علي بن الحسين ، في معركة كربلاء ، الى جنب والده الإمام الحسين ‘ ، وهذا ما تذكره كلّ المصادر بلا استثناء. وإن هناك نصوصا تاريخية تدل على أن الإمام السجاد عليه السلام قد قاتل يوم عاشوراء وناضل الى أن جرح ، وهي :
النص الأول : ما جاء في أقدم نصّ مأثور عن أهل البيت ^ في ذكر أسماء من حضر مع الحسين ‘ ، وذلك في كتاب « تسمية من قتل مع الحسين ع من أهل بيته وإخوته وشيعته » الذي جمعه المحدّث الزيدي الفضيل بن الزبير ، الأسدي ، الرسّان ، الكوفي ، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق ‘ [1]).: « وكان علي بن الحسين عليلا ، وارتُثّ ، يومئذ ، وقد حضر بعض القتال ، فدفع الله عنه ، وأخِذَ مع النساء<. ومع وضوح النصّ في قتال الإمام السجاد × في كربلاء فإن كلمة « ارْتُثّ » تدل على ذلك ، لأنها تقال لمن حمل من المعركة ، بعد أن قاتل ، وأثخن بالجراح ، فأُخرج من أرض القتال وبه رمق ، كما صرّح به اللغويون([2]).
النصّ الثاني : ما جاء في مناقب ابن شهر آشوب ـ بعد ذكره مشهد علي بن الحسين المعروف بالأكبر وأن الإمام الحسين × أتى به الى باب الفسطاط ، أورد هذه العبارة « فصارت اُمّة شهربانويه ولهى تنظر إليه ولا تتكلّم»([3]). ومن المعلوم أن اُم علي الشهيد هي ليلى العامرية أو برّة بنت عروة الثقفي ـ كما يراه ابن شهر آشوب ـ والمعروف أنّ « شهر بانويه » هي أمّ علي بن الحسين ع ، فلابّد أن يكون قد سقط من عبارة مناقب ابن شهر آشوب ذكر مبارزة علي بن الحسين السجاد ع وبهذا يكون شاهدا على ما نحن بصدده.
النصّ الثالث: ما جاء حول مرض الإمام ع ، إن المصادر تكاد تتفق على أنّ الإمام السجاد ع كان يوم كربلاء ، مريضا ، أو موعوكا([4]) .
([1])مجلة ( تراثنا ) العدد الثاني ص150
([2]) القاموس ج 1 ص 167.
([3]) مناقب آل ابي طالب ج 4ص 118. ـ طبع دار الاضواء.
([4]) الإرشاد للمفيد ,ص231.