تحديث
19/03/2018 3:04 مساءا
الكتيبة البخارية: من الكتائب التي اشتركت في قتل الحسين ع يوم عاشوراء وهؤلاء من تركمانستان ومن بخارى(1)، وهي المنطقة التي ينسب إليها البخاري صاحب الصحيح المشهور .
طبعاً هؤلاء أهل تركمنستان ينقل أنهم أول ما وصلوا إلى البصرة سنة 54 للهجرة، أتى بهم عبيد الله بن زياد، من أجل أن يدعم جدار الصد ضد أي تحرك للشيعة، فأتى بأولئك، ولذلك الطبري في أحداث سنة 54 يقول: (وقدم عبيد الله خراسان، ثم قطع النهر إلى جبال بخارى على الإبل، فكان هو أول من قطع إليهم الجبال في جند، ففتح، ثم قال: وأخبرنا مسلمة: إن البخارية ـ أي الكتيبة البخارية التي اشتركت في قتل أبي عبد الله ـ الذين قدم بهم عبيد الله بن زياد البصرة ألفان، كلهم جيد الرمي بالنشابة!) وهم أشبه بالقناصة اليوم، ولذلك النص الذي نقله الإمام الباقر ع عندما أشار إلى أنه جسد الإمام الحسين ع يقول ما فيه موضع من جسده الشريف إلا وأصابه سهم، حتى أن وضعية تشابك السهام شبهت بالقنفذ، وليس الإمام كان يشبه القنفذ والعياذ بالله ، ونحن يجب أن تكون عبارتنا دقيقة، فاشتباك السهام على جسد أبي عبد الله ع كانت تشبه القنفذ.
فلهذه الكتيبة قدرة على الرمي بالسهام بشكل فظيع، وهذه الكتيبة البخارية التي كان جزء من واجباتها أن تقنص عدد من مقاتلة كربلاء(2).
الهوامش
***********************
(1) وَرَدَ أول ذكر لاسم الموقع في مصادر صينية عائدة إلى القرن السابع الميلادي، غير أن دراسة النقوش القديمة تكشف أن الاسم المحلي للمدينة وهو ويهارا أي الدير أو الصومعة، قد ضُرب على مسكوكاتها قبل القرن السابع الميلادي بقرون. وكذلك لا يستبعد أن تكون كلمة «بخارى» محرّفة عن الكلمة السنسكريتية «فيهارا»، وهي البلدة التي اندمجت في بخارى وورد ذكرها عند جغرافيي القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي. أطلقت المصادر العربية اسم بخارى خداة على سكان بخارى الأصليين. وقد ضنت المصادر القديمة بإيراد معلومات عن تاريخ بخارى قبل الإسلام. على أن تاريخ هذه المدينة الزاخر الغني بالأحداث الجسام يبدأ بعد الفتح الإسلامي لها.
تقع مدينة بخارى في وسط واحة كبيرة على المجرى الأدنى لنهر زرفشان، وعلى ارتفاع نحو 220 متر فوق سطح البحر وعلى خط الطول 64 درجة و38 دقيقة شرق غرينتش وخط العرض 39 درجة و43 دقيقة شمال خط الاستواء. وهي إحدى مدن بلاد ما وراء النهر.طبقا للملحمة الشعرية الإيرانية شهنامة، تأسست مدينة بخارى على يد الملك سياوش ابن الشاه كيكاوس، أحد الملوك الأسطورية من أسرة بيشداديان. اختار سياوش هذا الموقع نظرا لتعدد أنهاره ومناخه الدافىء ولوقوعه على طريق الحرير.
تأسست مدينة بخارى بشكل رسمى في عام 500 قبل الميلاد في المنطقة المسماة آرك. وعلى الرغم من ذلك فقد سكنت واحة بخارى منذ زمن أقدم بكثير. يربط الأثرى الروسى كوزمينا حضارة زمان-بابا التي وجدت في واحة بخارى منذ الألف الثالثة قبل الميلاد بانتشار الهنود الإيرانيين عبر آسيا الوسطى. منذ 3000 قبل الميلاد ازدهرت حضارة العصر البرونزى المتقدم التي عرفت باسم حضارة ساباللى في مواقع مثل فاراخشا وفاردان وبايكند وراميتان. في عام 1500 قبل الميلاد أدت عوامل مجتمعة -الجفاف واستخدام الحديد ووصول بدو آريان- إلى تحرك عمرانى من المناطق النائية إلى واحة بخارى. بحلول عام 1000 قبل الميلاد اندمج شعبي ساباللى وآريان في حضارة مميزة. حوالى 700 قبل الميلاد ازدهرت هذه الحضارة الجديدة التي عرفت باسم حضارة سوقديانا في المدن-الدول بطول وادى زيرافشان، التي كانت جزءا منالإمبراطورية الأخمينية الفارسية. بحلول 500 قبل الميلاد توسعت تلك التجمعات العمرانية لتندمج في كيان واحد بنى حوله سور، وبذلك ولدت مدينة بخارى، لكن تاريخ تأسيس بخارى غير معروف بالضبط، فأقدم قطع الفخار التي عثر عليها في المدينة تعود إلى عصر المملكة الإغريقية البخترية، وهي الفترة التالية لحملات الإسكندر الأكبر. في زمن الساسانيون كانت هذه المنطقة مزدهرة بالتجارة الخارجية.
أغلب الروايات تتفق على أن أول من اجتاز النهر من المسلمين إلى جبال بخارى هو عبيد الله بن زياد والي خراسان سنة 54 هـ / 674 م، وكان على عرش بخارى في ذلك الوقت أرملة أميرها التي تجمع أغلب المصادر على تسميتها «خاتون» وهو لفظ تركي معناه «السيدة». وقد أرسلت خاتون إلى الترك تستمدهم فلقيهم المسلمون وهزموهم، فطلبت خاتون الصلح والأمان فصالحها عبيد الله بن زياد على ألف ألف درهم. ثم ولَّى الخليفة معاوية بن أبي سفيان (41- 60 هـ/687- 706 م)سعيد بن عثمان بن عفانخراسان سنة 56 هـ، فقطع النهر وغزا سمرقند وحملت خاتون إليه الأتاوى وأعانته بأهل بخارى، ويذكر النرشخي (286- 348 هـ/899- 959 م) أن «خاتون» حكمت 15 سنة بوصفها وصية على ابنها القاصر طغشاده.
ولكن الحكم الإسلامي لم يتوطد في تلك المنطقة إلا في خلافة الوليد بن عبد الملك (86- 96 هـ) حينما ولَّى الحجاج بن يوسف الثقفي أمير العراقين (75- 95 هـ) قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان (86- 96 هـ) وأمره بفتح ما وراء النهر.
فتح قتيبة بخارى سنة 90 هـ وكان حاكمها آنذاك «وردان خداه»، الذي استنجد بالسّغد (الصغد) والترك فأنجدوه، لكن قتيبة انتصر عليهم بعد قتال عنيف.موسوعة ويكبيديا العالمية .
(2) المعجم الشامل لمعركة كربلاء ، الشيخ عقيل الحمداني : 339 .