تحديث
12/12/2017 4:48 مساءا
اسئلة هامة حول مسلم بن عقيل ع ونهضته([1])
س1: هل صح خبر وصية مسلم بن عقيل ع لابن الاشعث ؟
جواب سماحة الشيخ عقيل الحمداني: ان قضية هذه الوصية المزعومة لا نتبناها لأن مسلم بن عقيل ع لا يمكن ان يوصي لأحد من خارج آل عبد المطلب , فهو لو كان مطلوبا بدين لاحدهم فلديه قواعده الشعبية التي لم تقتل ولديه العشرات من الذين لم يقتلوا منهم قيادات معركة عين الوردة, على الاقل كانوا بقربه فكان يقدر يوصي اليهم , ومن ثم ان مسلم قرر الشهادة فلا يمكن ان يبقى في ذمته اي دين , لذا لا يمكن ان تكون هذه الوصية .
س 2: ان مسلم بن عقيل الذي وقف ليقاتل جيش الكوفة لوحده فمن اين جاء الجبن له؟ .
جواب سماحة الشيخ الحمداني : حقيقة ان المؤرخ ابن الاثير قد ناقض نفسه في كتاب التجبين عندما اراد ان يجعل الامام الحسين× ان يشير لمسلم بالجبن وحاشاه ذلك , ففي صفحة 545 يقول:
(قال الفرزدق :
فإن كنتِ لا تدرين ما الموت فأنظري
|
|
|
الى هانئٍ في السوق وابن عقيلِ
|
الى بطلٍ قد هشم السيف
وجههُ
|
|
|
وآخر يهوي من طمارٍ قتيلِ
|
|
|
|
هو يشير الى ان مسلم بن عقيل ع شجاع وبطل وقاتل وهو الذي كان يقول":
اقسمت ان لا اقتل الا حرا
|
|
|
وإن رأيتُ الموت شيءً نُكرا
|
رد شعاع الشمس فاستقرا
|
|
|
.... اخافُ ان أُخدع او أُغرا ..
.
|
|
|
|
وهكذا فانه كان مسلم بن عقيل × شجاعا حتى عند دراسة نص الكامل لابن الاثير والطبري .
س 3: اين ذهب اولئك النفر الذين بايعوا مسلم بن عقيل ؟
جواب سماحة الشيخ عقيل الحمداني : نحن ذكرنا كمعالجة للتاريخ اين ذهب ال 18 الف الذين بايعوا مسلم ع هل إبتلعتهم الارض أم ان المؤرخ الطبري ابتلعهم .. اتينا بنظرية الاحتمالات الاربعة لوجود اربع سرايا نظمها مسلم بن عقيل منها السرية البديلة بقيادة سليمان بن الصرد الخزاعي , الذي سيعلن بعد اربع سنوات سنة 65 للهجرة الثورة على آل أمية وشارفت على الانتصار , اما مصطلح التوابين فلم يرد عن الائمة المعصومين ^ , والذي اورده الطبري ولا يمكن لي ان اسلم بصحة كل ما جاء به في تاريخه .. فالطبري ليس بالمعصوم الخامس عشر لكي أسلم له , ولفظ التوابين لعله لفظ من المؤرخين , فأنا لم اسمع الامام زين العابدين ع يقول عن هؤلاء رحم الله من تاب مثلا .. او التوابون من اهل الجنة مثلا.. عندما استشهد زيد ع الامام الصادق ع قال : رحم الله عمي زيدا فإنه في الجنة .. يعني أبّنه يعني اشار اليه .. لذا اقول ان مصطلح التوابين هو مصطلح عباسي الصناعة .
س 4 : التاريخ حافل ببعض الهفوات وخاصة ما يذكره الخطباء من لجوء مسلم الى امرأة ودخوله عليها بدون محرم الخ هذا مسلم البطل الذي هو حسين مصغر، كيف يفعل ذلك. لذا اريد ان يسلط الضوء على ما حملته روايات الشيعة في هذا المجال وتنقيتها من اي امور اخرى ؟
جواب سماحة الشيخ عقيل الحمداني : هذه دعوة متواضعة للخطباء الكرام من خادمهم وانا المتواضع امضيت تقريبا 22 سنة في سلك الخطابة هو ان لا ننظر للنصوص في الطبري وابن الاثير ... على انها مقدسة مئة بالمئة , لابد ان يعالج النص لأنه هناك نصوص لابد ان يتقبلها الانسان في سيرة مسلم ×وحتى بعض الاحداث التي جرت في الطريق الى كربلاء , يُراد من الخطيب ان يقرأ التاريخ كقراءة الامام الهادي ع, فالامام الهادي ماذا كان يقول ع (إن العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس) انا اختصاصي خطابة فعلي ان ادرس التاريخ وارجع الى القوالب التي وضعها الامام الحسين ع والقواعد التي ارساها من خلال خطاباته يوم الطف , يعني الامام الحسين ع عندما يقول (هيهات منا الذلة ) هذا قالب لابد ان اضع فيه الرواية , بالتالي ان وجد نص تاريخي يصف الامام الحسين ع بالذلة المفروض اننا ننفيه , كذلك عندما يذهب سفير الحسين ع الذي هو ثقة الحسين صلوات الله عليهما الى الكوفة لا يمكن ان نتصور انه مطلوب مبلغ 700 درهم , لأنه من شروط الامام الحسين لالتحاق الناس به (ان لا يلتحق بي رجل كان عليه دين) , كيف يكون مسلم مديونا وهو يعلم انه يُقتل .. ولماذا يوصي الى الاشعث بن قيس تحديدا .
س 5: بعض المحققين يذهب الى ان الكوفة في ذلك الوقت في زمن النعمان بن بشير كانت تعاني من تفكك امني , يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان يقول (كان سكان الكوفة 80 الف منزل وكان جيموغرافيتها تختلف وتركيبتها السكانية تختلف واجراءاتها الفكرية والعقائدية ..) اي ان هناك تفكك في زمن النعمان بن بشير ولذلك كان يُنادى عليه بالخليفة الضعيف او الهزيل لذلك ارسال الرسائل للإمام الحسين في ذلك الوقت شيء طبيعي جدا .
جواب سماحة الشيخ عقيل الحمداني : ان الكتب كثيرة وتفكك , نعم اذا ما رجعنا الى واقع اهل الكوفة , فنفترض ان نصف او ربع عدد هؤلاء كانوا من شيعة اهل البيت ع , هذه القضية واضحة المعالم بان اهل الكوفة فيهم شيعة وفيهم غير الشيعة , ولذلك كانت الحملة عليهم قوية جدا , لماذا لم يُتهم اهل البصرة وهم جزء مكون من نهضة الحسين ع , هناك عدد من شيعة البصرة اشتركوا في معركة كربلاء , لماذا لا يقال على اهل البصرة آنذاك بأنهم خذلوا الامام الحسين (صلوات الله عليه) البصرة معروفة آنذاك بانها تميل على غير هوى امير المؤمنين مثل المدينة , وبالتالي استُهدف الكوفة بهذه الحملة الشعواء لأن الكوفة عبارة عن جمجمة العرب وبأنها ثقل اهل البيت (سلام الله عليهم) فيهم وبالتالي كانت الهجمة قوية جدا عليهم .
([1]) هذه الاسئلة اخذناها من ملف مسلم بن عقيل ع في كتابنا ثقة الحسين ع سيرة القائد مسلم بن عقيل ع الذي طبع في دار المحجة البيضاء 2017 م