تحديث
30/08/2017 3:31 مساءا
ترس أبي الفضل العبّاس ع :
نقل أنّه حينما دخل أهل البيتع المدينةَ بعد الرجوع من الشام : أقبلت أم البنين÷ - أم العباس ع- إلى زينب÷, وقالت: يا ابنة أمير المؤمنين أين أولادي؟, فقالت زينب ع: قد قتلوا جميعًا. فقالت أم البنين: أرواحهم لروح الحسين فداء وأين ولدي الحسين؟ فقالت زينب ع: قتلوه عطشانًا. فلمٍّا سمعت أم البنين ذلك ضربت بيديها على رأسها وجعلت تصـرخ وتنادي وا حسيناه. ثمّ قالت لها زينب ع : أتيتك بذكرى من ولدك العباس ع. فقالت أم البنين: وما هي فأخرجت زينب ترس أبي الفضل الملطّخ بدمه الزاكي من تحت أزارها ولمّا رأت أم البنين ع ذلك تفطّر قلبُها حزنًا ولم تتحمل فوقعت مغشيًا عليها انتهى([1]).
وهذا الترس والراية ومغزل فاطمة÷ وغيرها من تراث الإمام الحسين ع وتراث أبي الفضلع سلبته الماكنة العسكريّة الأمويّة وحملت إلى يزيد, ولما عاد الإمام السجاد ع إلى كربلاء من الشام أتى بهذا التراث العبّاسي والذكريات الحسينية.
وحينما أُوقف الإمام زين العابدين ع أمام يزيد بن معاوية بعد واقعة كربلاء، طالب الإمام بالأشياء التي سلبت من خيمة أبيه الحسين ع فقال له يزيد (لعنه الله): وما فيها؟ فقال الإمام ع : إنّ فيها مغزل أُمّنـا فاطمة. وقد يسأل سائل فيقول: وما قيمة المغزل حتى يطالب به الإمام زين العابدين ع ؟.
الجواب: إنّه ذكرى مميزة من سيدة نساء العالمين ع, فهذا المغزل قد لامس يد الزهراء القدسيّة, وهو تراث مهمّ بالنسبة لمحبيها وعشاق الحق المتجسد فيها.
ولو وجد اليوم "ترس " أبي الفضل ع لأصبح كنزًا من التراث العالمي الذي يربط الأجيال بعطاءات العبّاس ع وشجاعته.
([1]) الحمداني، الشيخ عقيل، جنة فضائل العبّاس ـ عليه السلام ج1 ص 228.