تحديث
05/12/2016 1:49 مساءا
مقام ام البنين ع في كربلاء :
في الزاوية الجنوبية الغربية من رواق الروضة العباسية في كربلاء مكان يقال أنه مقام لأم البنين ع حيث يزوره عدد من زوار مرقد العباس ع بحجة هو مقام حضرته ام البنين ع وهذا لم يثبت لدينا . ويقول المثل : « ثبت العرش ثم انقش » حيث أن من المعروف أن أم البنين لم تحضر معركة الطف عام 61 هـ ،بسبب عدد من الامور التي سنشير اليها وعلى كل فهي فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ووالدة العباس واخوته الثلاثة .
ويقول السيد سلمان هادي آل طعمة : إن النساء كن يلصقن التربة على الحائط عند مقامها أفقياً فإذا لصقت يعلم بأن حاجة اللاصق سوف تنفذ وإن لم تلتصق يعلم بأن حاجته غير قابلة للتنفيذ .
وأضاف قائلاً : وقد اندثرت هذه العادة بعد تجديد بناء الرواق » . و يقول صاحب دائرة المعارف الحسينية الكرباسي وذكر لي السيد سلمان أيضاً : أن في هذا الموقع مقبرة دفن فيها الشيخ علي ابن عبد الرسول سادن الروضة العباسية المتوفى عام 1187 هـ يزدحم عليها عدد كثير من النساء على باب المقبرة ويزعمن بأن هذه المقبرة مقام لأم البنين ويأتين بالخيوط الخضر لربطها بالباب ، ويخضبن الباب بالحناء ثم يطلبن الحاجة .
وقد عرفت بأنها لم تحضر كربلاء وقد ماتت في المدينة والظاهر أنها دفنت بالبقيع .
أشار بعض الباحثين أن هذه المرأة عظيمة الشأن ( أم البنين) لم تكن ضمن النساء من آل البيت بكربلاء فالتاريخ يحدثنا أنه لم يتخلف أحد من النساء سوى فاطمة العليلة وذلك لمرضها أما أم البنين فلا أحد يعلم إلا الله لماذا لم تحضر كربلاء مع الحسين وإخوته ، وما نحن هنا إلا بصدد كتابة بعض الأسباب والعلل التي من أجلها تخلفت أم البنين عن الركب الحسيني طالبين من الله الموفقية لنيل ذلك :-
1 ــ استودع عندها العباس ابنه عبيدالله وهو طفل صغير كي تقوم برعايته وحفظه كي لا ينقطع نسل العباس بن أمير المؤمنين ، وبالفعل تم تسليم الأمانة بعد وصول السبايا إلى المدينة إلى ابن عمه الإمام زين العابدين (ع) فقام بتربيته وزوجه من ابنته خديجة .
2 ــ تقاسم رعايتها لفاطمة العليلة التي أصبحت وحيدة الدار مع أم المؤمنين أم سلمه جعلها تلزم الدار وتعمل بالوصية على ذلك .
3 ــ يحتمل أنها هي من اتخذت قراراً بأن لا تذهب إلى كربلاء كي لا ينشغل العباس بتلبية شئونها ويغفل عن رعاية وشئون الحسين والسيدة زينب وذلك كونه كفيلاً لزينب منذ خروجها من المدينة .
4 ــ علم الإمام الحسين أن هول المعركة من قتل وترويع وفقد أربعة من أبنائها وقتلهم أمام عينيها إضافة إلى الحسين والأكبر والقاسم وآل أبي طالب كل ذلك قد لا تتحمله .
5 ــ لو علم الشمر بوجودها في كربلاء لطلب لها أماناً كما طلب لأولادها العباس وإخوته حينما قال : ( أين بنو أختنا يقصد أم البنين ) وهذا ما لا تريد أن تسمعه أم البنين أن الشمر اللعين يذكر اسمها ولا تتشرف به .
6 ــ لو كانت أم البنين موجودة لكانت ضمن الأسرى لذلك سوف يطالب بني كلاب والشمر تحديداً فك أسرها كما فعلت الأسر والقبائل الأخرى فيمكن للشمر اللعين وذلك لقربه من ابن زياد أن يفكها من الأسر غصباً وبالقوة ولا أحد يستطيع أن يمنعه من ذلك .
7 ــ أم البنين تنحدر من نسل قبيلة عربية أصيلة شجاعة (بني كلاب ) عرف عنها الفحولة والقوة والجود والكرم فعندما ترى أبناءها صرعى جدلوا على الغبراء سوف تتناول السيف وتخرج إلى أرض المعركة للقتال كما فعلت أم وهب التي أخذت عمود الخيمة واتجهت به إلى المعركة فقتلت فمن ذلك جاء الأمر من الحسين بعدم الخروج معهم إلى العراق .
المصادر / كربلاء في الذاكرة : 170 سلمان ال طعمه . دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد الكرباسي ـ 1170د