تحديث
08/04/2017 8:49 صباحا
من ذكريات طفولة العباس ع
ذكريات الطفولة من الاشياء التي يحاول دائما الانسان العيش في رحابها عندما يكبر لأنها مليئة بالنقاء والفطرة ,واختلف اهل الاختصاص في سايكولوجية الطفولة في اي مرحلة عمرية تبدا الذاكرة بالاحتفاظ بالمواقف والصور.
في أحد الاختبارات، قام باحث بمدّ لسانه مراراً أمام أطفال في الشهر الثاني من العمر، فراقبوه مذهولين. وبعد 24 ساعة، دخل الباحث مجدداً إلى غرفة الأطفال، لكنّه أبقى لسانه في فمه هذه المرّة. فاذا بالأطفال يمدّون لسانهم، كأنّهم بذلك يقولون له: لقد تذكّرناك، أنتَ كنتَ تفعل ذلك".
هذا ما يسمّى بذاكرة التعرّف، أي قدرة الطفل على تحديد الأشخاص والأشياء التي رآها من قبل، وهي تتطوّر عند الطفل كلّما كبر. يستطيع المولود الجديد التعرّف إلى صوت أمّه عند ولادته لأنّه مألوف بالنسبة إليه وسمعه عندما كان في رحمها. ويمكن للطفل الذي يرضع التعرّف إلى رائحة أمّه بعد أسبوع من ولادته. وخلال أشهر، يبدأ بالتعرّف إلى الوجوه المألوفة مثل وجهيّ والدته ووالده ويفضّلهما على غيرهما من الوجوه. لكنّ هذا النوع من الذاكرة يعمل فقط عندما يستطيع الطفل تذكّر شيء عرفه من قبل، وذلك مفيد لكنّه محدود.
أمّا الذاكرة الاستعاديّة أو الاسترجاعية، أي القدرة على تذكّر تفاصيل تجربة محدّدة، فتبدأ بين الشهر السادس وعمر السنة. حين يكتسب طفلك الذاكرة الاستعادية، يصبح أكثر وضوحاً وتمييزاً لما يريده أو يرغب القيام به. وأوّل الأشياء التي يتذكّرها هي تلك التي تهمّه ويتكرّر حدوثها أمامه. هكذا، يصبح قادراً على تذكّر مكان ألعابه وتقليد أفعال شاهدها قبل أسبوع. في الوقت عينه، ولكنّ طفلك لن يتمتّع بالذاكرة الواعية الطويلة الأمد لأمور وأحداث معيّنة، إلا ما بين 14 و 18 شهراً من عمره.
عود الى بدء. ولنقف عند هذه اللقطة التي جرت في طفولة العباس ع وحتما لم تفارق مخيلة سيدنا ابي الفضل × ابدا, ففي الخصائص العباسية([1]):
جاءت السيّدة زينب ÷ إلى أبيها الإمام أمير المؤمنين ع يوماً وهي تحمل أخاها العبّاس ع، وقد ضمّته إلى صدرها، وقالت له: أبه يا أمير المؤمنين، ما لي أرى قلبي متعلّقاً بهذا الوليد أشدّ التعلّق، ونفسي منشدّة إليه أكبر الانشداد؟ فأجابها أبوها الإمام أمير المؤمنينع بلطف وحنان قائلاً: وكيف لا تكونين يا أبه كذلك وهو كفيلك وحاميك؟ . فقالت السيّدة زينب ÷ بتعجّب: إنّه كفيلي وحاميني؟ ! فأجابها ع بعطف وشفقة: نعم يا بُنيّة، ولكن ستفارقينه ويفارقك.. فقالت السيّدة زينب ÷ باستغراب: يا أبتاه، أيتركني هو أم أتركه أنا؟ فقال الإمام أمير المؤمنين ع وهو يجيبها بلهفة ولوعة: بل تتركينه يا بُنيّة وهو صريع على رمضاء كربلاء، مقطوع اليدين من الزندين، مفضوخ الهامة بعمد الحديد، ضامٍ إلى جنب الفرات.فلم تتمالك السيّدة زينب ÷ لمّا سمعت ذلك حتّى أعولت وصاحت: وا أخاه ! وا عبّاساه !
([1]) الكلباسي ، الخصائص العباسية ص72-73 الخصيصة الخامسة..