تحديث
08/03/2017 11:22 صباحا
بحوث منبرية من كتابنا فيض السماء 4
الايام المدنية في النهضة الحسينية
سبق وان قدمنا ان معاوية مات واستولى على السلطة بعده بوصية منه ابنه يزيد الذي كتب كتابا الى حاكم المدينة يأمره بأخذ البيعة من الحسين ع وجماعة وعندما وصل كتاب يزيد الى الوليد ابن عتبة وليه على المدينة ـ بعث مبعوث الى مروان ابن الحكم فاحضره للاستشارة في امر هؤلاء الاربعة :
فرد عليه مروان :( الراي أن ترسل إليهم في غمرة الليل وتدعوهم الى البيعة، فان فعلوا فبها وان لم يفعلوا فاضرب عنقهم ، ولما جن ظلام الليل ارسل الوليد اليهم شخصا ليخبرهم بالحضور الى البيعة فوجدهم مجتمعون عند قبر الرسول ’ فاخبرهم ، قائلا : ان الامير يدعوا حضوركم ، فقالوا له انصرف نحن نأتي ما بعد ،فلما انصرف المبعوث قال ابن الزبير للامام الحسين ×: يا ابن رسول الله أتدري ما يريد الوليد منا ؟ ([1])
قال ع : نعم إن معاوية قد مات وخلف ولده من بعده وولاه على رقاب الناس .
وقد طلب حضوركم اراد ان تبايعوه على الخلافة فما انتم قائلون على ذلك الفعل ؟
فقال اولهم عبد الرحمن بن ابي بكر : أما انا فسوف ادخل داري واغلق بابي ولا ابايعه . ثم قال عبد الله ابن عمر : أما انا عليه قراءة القرأن ولزوم المحراب ، واما ابن الزبير قال : أما انا فلا ابايع مطلقا ، حتى يصبح السيف والرمح بيننا .
وقال الحسين ع : فأما انا فسوف اجمع فتياني وأوقفهم على باب الدار وأدخل على الوليد للمناظرة فأناظره واطالب بحقي ([2]) .
وكان للأمام الحسين ع تدبير مهم جدا وخطة محكمة تدل على ان لا توجد حركة او تحرك تبناه الامام الحسين × في نهضته الا وكان له فيه تخطيط محكم :
فَقامَ فَجَمَعَ إلَيهِ مَوالِيَهُ وأهلَ بَيتِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ يَمشي حَتَّى انتَهى إلى بابِ الوَليدِ ، وقالَ لِأَصحابِهِ : إنّي داخِلٌ ، فَإِن دَعَوتُكُم أو سَمِعتُم صَوتَهُ قَد عَلا فَاقتَحِموا عَلَيَّ بِأَجمَعِكُم ، وإلّا فَلا تَبرَحوا حَتّى أخرُجَ إلَيكُم ([3]) .
).
والامام الحسين ع كان جزء من خطته المحكمة انه لا يذهب لوحده بل يدعو اهل بيته وانصاره واهل الحق من شيعته للالتحاق به تحسبا لأي طارئ يكون :
َقالَ الحُسَينُ ع : إنّي لَستُ أدخُلُ عَلَيهِ وَحدي ، ولكِن أجمَعُ أصحابي إلَيَّ وخَدَمي وأنصاري وأهلَ الحَقِّ مِن شيعَتي ، ثُمَّ آمُرُهُم أن يَأخُذَ كُلُّ واحِدٍ سَيفَهُ مَسلولاً تَحتَ ثِيابِهِ ، ثُمَّ يَصيروا بِإِزائي ، فَإِذا أنَا أومَأتُ إلَيهِم وقُلتُ : يا آلَ الرَّسولِ ادخُلوا ، دَخَلوا وفَعَلوا ما أمَرتُهُم بِهِ ، فَأَكونُ عَلَى الِامتِناعِ ، ولا اُعطِي المَقادَةَ وَالمَذَلَّةَ مِن نَفسي ، فَقَد عَلِمتُ وَاللَّهِ أنَّهُ جاءَ مِنَ الأَمرِ ما لا قِوامَ بِهِ ، ولكِنَّ قَضاءَ اللَّهِ ماضٍ فِيَّ ، وهُوَ الَّذي يَفعَلُ في بَيتِ رَسولِهِ صلى اللَّه عليه وآله ما يَشاءُ ويَرضى . قالَ : ثُمَّ صارَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام إلى مَنزِلِهِ ، ثُمَّ دَعا بِماءٍ ، فَلَبِسَ وتَطَهَّرَ بِالماءِ ، وقامَ فَصَلّى رَكعَتَينِ ، ودَعا رَبَّهُ بِما أحَبَّ في صَلاتِهِ ، فَلَمّا فَرَغَ مِن ذلِكَ أرسَلَ إلى فِتيانِهِ وعَشيرَتِهِ ومَواليهِ وأهلِ بَيتِهِ فأَعلَمَهُم بِشَأنِهِ ، ثُمَّ قالَ : كونوا بِبابِ هذَا الرَّجُلِ فَإِنّي ماضٍ إلَيهِ ومُكَلِّمُهُ ، فَإِن سَمِعتُم أنَّ صَوتي قَد عَلا وسَمِعتُم كَلامي وصِحتُ بِكُم فَادخُلوا يا آلَ الرَّسولِ وَاقتَحِموا مِن غَيرِ إذنٍ ، ثُمَّ اشهَرُوا السُّيوفَ ولا تَعجَلوا ، فَإِن رَأَيتُم ما تَكرَهونَ فَضَعوا سُيوفَكُم ثُمَّ اقتُلوا مَن يُريدُ قَتلي .
وحدث ما كان قد احتسبه الامام الحسين ع اذ ان مروان بن الحكم اشار على الوليد بن عتبة الاموي والي المدينة بان يقتل الامام الحسين ع وهو في دار الامارة ([4]).
وهكذا نجح تخطيط الامام الحسين ع بحفظه وحفظ انطلاقة ثورته المباركة ..هذا النجاح اللوجستي العالي المستوى للإمام الحسين ع جعل من والي المدينة ان يستعجل بإرسال مختصر ما جرى مع الحسين ع برسالة الى يزيد بن ميسون وهذا ما يوضحه نص الامام المعصوم هذا :
نقل الشيخ الصدوق : لَمّا سَمِعَ عُتبَةُ ذلِكَ [أي كَلامَ الحُسَينِ ع في مُخالَفَةِ يَزيدَ ]دَعَا الكاتِبَ وكَتَبَ : بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، إلى عَبدِ اللَّهِ يَزيدَ .. ، مِن عُتبَةَ بنِ أبي سُفيانَ . أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لَيسَ يَرى لَكَ خِلافَةً ولا بَيعَةً ، فَرَأيَكَ في أمرِهِ ، وَالسَّلامُ . فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلى يَزيدَ كَتَبَ الجَوابَ إلى عُتبَةَ : أمّا بَعدُ ، فَإِذا أتاكَ كِتابي هذا فَعَجِّل عَلَيَّ بِجَوابِهِ ، وبَيِّن لي في كِتابِكَ كُلَّ مَن في طاعَتي أو خَرَجَ عَنها ، وَليَكُن مَعَ الجَوابِ رَأسُ الحُسَينِ بن عَلِيٍّ . فَبَلَغَ ذلِكَ الحُسَينَ × ، فَهَمَّ بِالخُروجِ مِن أرضِ الحِجازِ إلى أرضِ العِراقِ([5]) . وهذا الكتاب من والي المدينة لآل امية الوليد بن عتبه حمل عدة دلالات :
منها – ان هنالك تصريح من الامام الحسين ع بعدم اقراره ببيعة يزيد ورفضه خلافته ،وهذا يرد على عدد من النصوص التي حاولت ان تقول ان الحسين ع لما حوصر يوم الطف اراد ان يضع يده بيد يزيد وغيره من الاساءات التي حاول بها كتاب البلاطات الاموية والعباسية الاساءة لمقام الامام الحسين ع واهداف ثورته ومواقفه المبدئية في وقعة كربلاء الخالدة .ومما يؤيده ما جاء في تاريخ البداية والنهاية: (عن عقبة بن سمعان قال: لقد صحبت الحسين من مكة إلى حين قتِل، والله ما من كلمة قالَها في موطن إلا وقد سَمعتها، وإنه لَم يسأل أن يذهب إلى يزيد فيضع يده إلى يده..) ([6]) ..
منها – يظهر ان يزيد بن ميسون كان مصمما على قتل الامام الحسين ع منذ بداية الامر حتى وان لم يدخل معه في معركة عسكرية ولهذا طلب منه راس الامام الحسين ع .. فقال : (وَليَكُن مَعَ الجَوابِ رَأسُ الحُسَينِ بن عَلِيٍّ ..). فأي نية سوداء مبيته كانت في ذهن يزيد خاصة والدولة الاموية عامة ضد ريحانة النبي ’ ..
منها – وهذه الاجراءات لم تكن فقط مع الحسين ع انما الاجراءات مشددة وعنيفة ضد كل من يرى رأي الحسين ويؤمن بإمامته ويسير على خطاه و منهاجه الم يقل يزيد في كتابه مايلي ... (وبَيِّن لي في كِتابِكَ كُلَّ مَن في طاعَتي أو خَرَجَ عَنها...)..اذن هو يريد إحصائيات دقيقة حول كل من كان في ركاب ابي عبد الله ع ومن التحق به بل حتى اسماء من تخلف عنه ..
وكم حاول ابن الزرقاء ان ينال مناصب وحظوة عند يزيد بإقناعه الحسين عليه السلام للعدول عن قراره لكن الامام الحسين ع رفض ذلك معللا الامر بان يزيد ليس مهيئا لان يبايع من قبل شخصية فريدة في التاريخ بمثل الامام الحسين ع ..لانه لا يمتلك – اعني يزيد - اي مقومات صحيحة في شخصيته اضف الى انحرافه ووقوعه في هاوية السقوط الاخلاقي وهذه كلها امور توجب على الحسين عليه السلام ان يتبرا من خط يزيد ومن حكومته :
قال مروان : إنّي لَكَ ناصِحٌ فَأَطِعني تُرشَد . فَقالَ الحُسَينُ ع : وما ذاكَ ؟ قُل حَتّى أسمَعَ . فَقالَ مَروانُ : إنّي آمُرُكَ بِبَيعَةِ يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ ؛ فَإِنَّه خَيرٌ لَكَ في دينِكَ ودُنياكَ . فَقالَ الحُسَينُ ع : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»، وعَلَى الإِسلامِ السَّلامُ ، إذ قَد بُلِيَتِ الاُمَّةُ بِراعٍ مِثلِ يَزيدَ ، ولَقَد سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللَّهِ ’ يَقولُ : «الخِلافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلى آلِ أبي سُفيانَ» . وطالَ الحَديثُ بَينَهُ وبَينَ مَروانَ حَتَّى انصَرَفَ مَروانُ وهُوَ غَضبانُ ( ). ([7])
وبدا الامام الحسين ع بالاستعداد للخروج من الحجاز في اعظم ثورة تغييرية على مستوى العالم والتي هزت عروش الظالمين بنتائجها عبر التاريخ واول ما قام به سيد الشهداء عليه السلام هو الذهاب الى حرم جده محمد ’
فقد نقل المؤرخون : انه خَرَجَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ مِن مَنزِلِهِ ذاتَ لَيلَةٍ وأتى إلى قَبرِ جَدِّهِ ’ فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللَّهِ ، أنَا الحُسَينُ ابنُ فاطِمَةَ ، أنَا فَرخُكَ وَابنُ فَرخَتِكَ ، وسِبطُكَ فِي الخَلَفِ الَّذي خَلَفتَ عَلى اُمَّتِكَ ، فَاشهَد عَلَيهِم يا نَبِيَّ اللَّهِ أنَّهُم قَد خَذَلوني وضَيَّعوني وأنَّهُم لَم يَحفَظوني ، وهذا شَكوايَ إلَيكَ حَتّى ألقاكَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ وَسلَّمَ . ثُمَّ وَثَبَ قائِماً وصَفَّ قَدَمَيهِ ولَم يَزَل راكِعاً وساجِداً([8]) .
وتعقيبا على كلام الامام سيد الشهداء ع يتبادر الى الذهن هذا السؤال الهام هنا من خذل الامام الحسين × وضيعه ولم يحفظ قرابته من رسول الله ’ ولم يستجب لدعوته في التغيير والنهوض على الحاكم الجائر يومها ؟؟
النص يشير ان الامام الحسين ع لم يزل بالمدينة المنورة ولم يخرج بعد وهو يقول خذلوني وضيعوني اذن هنالك طوائف من امة النبي ’ دعاهم الامام الحسين ع للخروج معه لقتال الظالمين لكنهم رفضوا وعاندوا بل حاربوه ولم يحفظوا مكانته من رسول الله ’ وهؤلاء هم بقايا اولاد الصحابة والتابعين وكثير من ال امية في المدينة ....فأهل الخذل والخيانة ليسوا شيعة الحسين ع ابدا فلو خذله شيعته لصرح وقال خذلتنا شيعتنا لكن هذه المرة الخذلان اتى من بقايا ابناء الصحابة والتابعين يومها.
وخرج الامام الحسين ع بموكبه الالهي الكبير من مدينة النور الى ارض مكة([9]) :
ويحدثنا التاريخ حول طوائف من خرج مع الامام الحسين × الى مكة المكرمة في موكبه الالهي البهي وهو يحمل معه اشرف وانقى عائلة واهل بيت عرفهم التاريخ ففي تاريخ الطبري عن أبي مخنف : أمَّا الحُسَينُ عليه السلام فَإِنَّهُ خَرَجَ بِبَنيهِ وإخوَتِهِ وبَني أخيهِ وجُلِّ أهلِ بَيتهِ إِلّا مُحَمَّدَ ابنَ الحَنَفِيَّةِ([10]) .
وعندما خرج الامام الحسين ع من المدينة الى مكة المكرمة وكجزء من الاعلام الحسيني لنهضته الالهية المباركة تلا آيات قرآنية تناسب مع هدفه في الخروج ومنها هذه الآية التي تشير الى انه خارج على حكم الظالمين كمثل خروج موسى على فرعون وانه يبحث عن ارض مهيئة لانطلاق ثورته المباركة ولتحقيق اهداف هذه النهضة المقدسة :
ففي تاريخ الطبري عن أبي مخنف : فَلَمّا دَخَلَ مَكَّةَ قالَ : {وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّى أَن يَهْدِيَنِى سَوَاءَ السَّبِيلِ} سورة القصص : 22 . ([11]) .
ولعل السبب المهم الذي دعا الامام الحسين ع ان يقرا هذه الآية عند خروجه من المدينة انه لم يخرج من حرم جده ’ الا عندما احس بالمؤامرة ضد شخصه الكريم ومن قبلها المؤامرة الكبرى على الإسلام وأهله كقضية موسى ×([12]) .
كتاب فيض السماء في مجالس عاشوراء ص 64 ومابعدها
([1])وفي نص مثير الأحزان ص 13 : بَعَثَ الوَليدُ إلَيهِم ، فَلَمّا حَضَرَ رَسولُهُ قالَ الحُسَينِ × لِلجَماعَةِ : أظُنُّ أنَّ طاغِيَتَهُم هَلَكَ ، رَأَيتُ البارِحَةَ أنَّ مِنبَرَ مُعاوِيَةَ مَنكوسٌ ودارَهُ تَشتَعِلُ بِالنّيرانِ ، فَدَعاهُم إلَى الوَليدِ .
([2]) اليعقوبي ، التاريخ: ج 2 ص 229 . ابن الاثير الكامل في التاريخ :ج 4 ص 14 .
([3]) وفي نص الإرشاد : فَكونوا مَعي ، فَإِذا دَخَلتُ إلَيهِ فَاجلِسوا عَلَى البابِ ، فَإِن سَمِعتُم صَوتي قَد عَلا فَادخُلوا عَلَيهِ لِتَمنَعوهُ مِنّي . المفيد ،الإرشاد : ج 2 ص 32.
وفي نص البداية والنهاية عن أبي مخنف: إن سَمِعتُم أمراً يُريبُكُم فَادخُلوا. ابن كثير ،البداية والنهاية : ج 8 ص 147 .
([4]) ففي المناقب : لَمّا دَخَلَ [الحُسَينُ ×] عَلَيهِ [أي عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ] وقَرَأَ الكِتابَ قالَ : ما كُنتُ اُبايِعُ لِيَزيدَ . فَقالَ مَروانُ : بايِع لأَميرِ المُؤمِنينَ . فَقالَ الحُسَينُ × : كَذَبتَ - وَيلَكَ ! - عَلَى المُؤمِنينَ ، مَن أمَّرَهُ عَلَيهِم ؟ فَقامَ مَروانُ وَجَرَّدَ سَيفَهُ وقالَ : مُر سَيّافَكَ أن يَضرِبَ عُنُقَهُ قَبلَ أن يَخرُجَ مِنَ الدّارِ ودَمُهُ في عُنُقي . وَارتَفَعَتِ الصَّيحَةُ ، فَهَجَمَ تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً مِن أهلِ بَيتِهِ وقَدِ انتَضَوا خَناجِرَهُم ، فَخَرَجَ الحُسَينُ × مَعَهُم .ابن شهر اشوب ،المناقب : ج4 ص 88.
([5]) .ابن شهر اشوب ،المناقب : ج4 ص 88. الصدوق ،الأمالي: ص 216 ح 239 ،
([6]) ابن كثير ، البداية والنهاية :ج8 ص140.
([7]) ابن كثير ، البداية والنهاية :ج8 ص140. ابن طاووس، الملهوف على قتلى الطفوف: ص 98 .
([8]) ابن الاعثم ،الفتوح : ج 5 ص 18.
([9]) ففي تاريخ الطبري عن عون بن أبي جحيفة: كانَ مَخرَجُ الحُسَينِ مِنَ المَدينَةِ إلى مَكَّةَ يَومَ الأَحَدِ لِلَيلَتَينِ بَقِيَتا مِن رَجَبٍ سَنَةَ سِتّينَ ودَخَلَ مَكَّةَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ لِثَلاثٍ مَضَينَ مِن شَعبانَ... الطبري ،تاريخ الطبري: ج 5 ص 381.
([10]) الشيخ المفيد، الإرشاد : ج 2 ص 34. وفي نص الأخبار الطوال : مَضَى الحُسَينُ عليه السلام أيضاً نَحوَ مَكَّةَ ... وعامَّةُ مَن كانَ بِالمَدينَةِ مِن أهلِ بَيتِهِ إلّا أخاهُ مُحَمَّدَ ابنَ الحَنَفِيَّةِ.
وفي نص الخوارزمي اضاف الى ركبه المتجه نحو مكة المكرمة جماعة الشيعة الذين يؤمنون بإمامته × :قال الحسين: أنَا عازِمٌ عَلَى الخُروجِ إلى مَكَّةَ ، وقَد تَهَيَّأتُ لِذلِكَ أنَا وإخوَتي وبَنو أخي وشيعَتي مِمَّن أمرُهُم أمري ورَأيُهُم رَأيي ، وأمّا أنتَ يا أخي فَلا عَلَيكَ أن تُقيمَ فِي المَدينَةِ فَتَكونَ لي عَيناً عَلَيهِم ، ولا تُخفِ عَلَيَّ شَيئاً مِن اُمورِهِم.
([11]) قال الحموي : (ومدين بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الياء المثناة من تحت وآخره نون قال أبو زيد مدين على بحر القلزم محاذية لتبوك على نحو من ست مراحل وهي أكبر من تبوك وبها البئر التي استقى منها موسى × لسائمة شعيب قال ورأيت هذه البئر مغطاة قد بني عليها بيت وماء أهلها من عين تجري ومدين اسم القبيلة.. ). الحموي ،معجم البلدان ج5 ص 77 دار الفكر – بيروت.
([12]) ففي كتاب كمال الدين، بإسناده إلى سدير الصيرفي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل: وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى - قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك - فاخرج إني لك من الناصحين فخرج منها .